شروط وجوب الحج على المسلم

الأحد 14 تموز , 2019 02:27 توقيت بيروت الفقه الإسلامي والفتاوى

الثبات - اسلاميات

شروط وجوب الحج على المسلم

 

من نعمة الله على البشر أن جعل عبادات متنوعة كي لا تملَّ نفوسهم من المتكرر المعتاد ومما فرض على المستطيع منهم الحج لبيت الله الحرام. ورتب عليه جزيل الفضل والإنعام، فمن حج البيت، ولم يرفث، ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه نقيا من الذنوب والآثام، وذلك هو الحج المبرور ليس جزاء إلا الفوز بالجنة دار السلام.

وقد كان الناس فيما مضى يعانون من الوصول إلى البيت أنواع الكلفة والمشقات، يعانون كثرة النفقات المالية والمشقة البدنية، وتحمل الأخطار، أما اليوم فقد أصبح الأمر يسيراً، ويسر الله بنعمته وفضله ما كان عسيراً، فعلى المسلم إن توفرت عنده شروط الحج المبادرة لحج بيت الله الحرام.

 والله سبحانه فرض الحج على المسلم، إذا تمت فيه شروط أربعة:

 الشرط الأول: أن يكون بالغًا، فأما الذي لم يبلغ، فإنه لا يجب عليه الحج، ولكن إذا حج، فله أجره، وإذا بلغ حج فريضة الإسلام، وإذا سافرتم بالصغار إلى الحج، فأنتم بالخيار إن شئتم، فحججوهم، وإن شئتم، فاتركوهم، وإذا حججتموهم، فلهم أجر الحج، ولكم أجر المعونة والسبب.

 الشرط الثاني: أن يكون عاقلًا، فأما المجنون الذي لا يعقل، فلا حج عليه إلا أن يكون عاقلاً بعد بلوغه، ووجب عليه الحج، ثم حصل له الجنون بعد ذلك.

 الشرط الثالث: أن يكون حراً، فأما العبد الرقيق فلا حج عليه، ومن فضل الله علينا انتهاء العبودية وهذا ما سعى إليه الإسلام.

الشرط الرابع: أن يكون مستطيعاً بماله، وبدنه، فمن لم يكن مستطيعاً بماله، وهو الفقير، فلا حج عليه لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وإذا كان على الإنسان دين، فإنه يقضي دينه، ثم يحج؛ لأن براءة الذمة أهم. وإذا كان الإنسان عاجزاً عن الحج بنفسه، وعنده مال، فإن كان عجزا مستمراً لا يرجى زواله، فلينوب من يحج عنه مثل الكبير الذي لا يستطيع بنفسه، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، وإن كان يرجى زوال عجزه، فإنه لا ينيب، بل يصبر حتى يزول العجز، ثم يؤدي الفريضة بنفسه.

ومن الاستطاعة أن يكون للمرأة محرم، فأما المرآة التي لا محرم لها، فإنه لا يجب عليها الحج، ويكتب الله لها أجر الحج إن عقدة النية ولم يتوفر المحرم.

رزق الله الحج كل مسلم مشتاق، حرك الشوق في قلبه قول ربنا تبارك وتعالى:

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل