من نفحات العارفين: قصيدة (أيا مريد الله) للعارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي

السبت 21 أيلول , 2019 03:47 توقيت بيروت تصوّف

الثبات ـ تصوف

يتميز الشعر الذي يؤلفه الصوفية من الأولياء و الصالحين بأسلوبه الذي يُدخل الطمأنينة إلى القلب لسعيِهِ في تطهير الروح والنفس من حب الدنيا، ومن سمات هذا الشعر التعبير الرمزي والحب الإلهي والحديث عن باطن النفس وأسرارها وكوامنها، لا سيما إذا كان شعرا توجيهيا  ونصيحةمن الشيخ إلى تلميذه .

من رَوائِع تلك الأشعار قصيدة ينشدها السادة الصوفية ويرددونها في مجالس وحلق الذكر، وهي قصيدةٌ سَهلة مُمتَنعة، تبدأ بنداء عرفاني لِمُريد الله السائِرِ إلَيه، المُتَطَلِّع للوُقوف بَينَ يَدَيْهِ. يَسقيه يد مؤلف هذه القصيدة العارف بالله سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي، فهو بتوجيهاته الروحيَّة العالية يُمِدُّ تلامذته بتوجيهاته ونظراته القلبية ليتحققَ بمعاني التوحيد فيقول رضي الله عنه:

أيَــــــــــــــا مُريـــــــــدَ الله  ***  نعــــــــيد لك قولي اصغاه

إذَا تَفْهَـــــــــمْ قَوْلــــــــــــي  *** بــــــــــــــــهِ تَصِـــــــــل لله

عَلَيكَ يَـــــــــــا مُريــــــــــــــد ***  بِـــــــخَمْرَةِ التَّوْحيـــــــــــد

وَإنْ تَبْـــــــــغِ الـمَـــــزِيـــــد  *** فَــــالْغَيْـــــرُ عَنْـــكَ انْسَاه

أُذكُـــــر الاسمَ الأَعْظَـــــــمْ ***  وَاطْـــــــــــوِ الْكَوْنَ تَغْنَـــم

وَخـــــــــُضْ بَـحْرَ القِـــــدَمْ ***  فَــــــــــــذَاكَ بَحْــــــــرُ الله

وَافْـنِ هَـــــــذي الدّيَـــــــــار ***  والْــــــــــمَعنَى والَأسْـــرَار

ولـــــــتَفْنَ فِي الـمَعْبُــــــــود ***  تَـــــــــذُقْ مَعْنَــى الشُّهُـود

إِذْ لَيـــــــسَ ذَا الوُجُـــــــود ***  إِلّا مِـــــــــن نُـــــــــورِ الله

اَلْـمُــــــلك والَــــــمَلَكُــــــوت ***  كـَـــــــــــذَاكَ الـْجَبَـــــرُوت

فَــــــــــــــكُلُّهَا نُعُــــــــــــوت ***  والــــذَّاتُ مُسَمَّـــــــــــــاه

فَغِــــــــبْ عَــنِ الصّفَــــــات ***  وافـْــــــنَ فِـي ذَاتِ الذَّات

هَــــــــــذه تَلوّنَــــــــــــــــات ***  مَـــــــــــــصِيرُهَـــــــــا لله

إِلَيْــــــــــــهِ الْـمُنْتَـــــــــــهَى ***  وَمِــــــــنْــــهُ الْـمُبتَـــــــــدا

وَالآنَ قَـــــــــــدْ بَـــــــــــــدَا ***  والْكَوْنُ فِـــــــــــي حُــــلاَه

لَـــهُ الكَـــــونُ مِــــــــــــــرْآة *** وَمَــــــــــــظْهَرُ الصِّفَـــات

مُحَمَّـــــــد نُــــورُ الــــــذّات ***  عَــــــلَيْهِ صَلَّــــــــــــى الله

وَالْـمَــــــدَانِـــــــي يَقُــــــول ***  قَـــوْلاً مِــــــــــنْهُ مَقْبُــــول

تَـهِيــــــم بـــــِهِ العُقُــــــــول ***  تَغِيــب فِــــــــــي ذَاتِ الله

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل