اللعب على حافّة الحرب.. تحذير فرنسي: " تذكروا كلام السيّد"! - ماجدة الحاج

الخميس 05 كانون الأول , 2019 03:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

 ان تُستهدف قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقيّة التي تشغلها القوّات الأميركية ليل أول امس الثلاثاء بعد انقضاء "تشرينَي" فوضى الإحتجاجات الشعبيّة في العراق، وبشكل خاصّ في وسطه وجنوبه حيث بدا التصويب منذ الأيام الأولى جليّا على ايران وحركات المقاومة، وان يُستتبع هذا الإستهداف بإسقاط طائرتّي تجسّس للتحالف السعودي يوم امس بعد اسقاط مروحيّة اباتشي قُبيل ايام..فهذا يؤشّر الى مرحلة جديدة قادمة في خضمّ مرحلة "عضّ الأصابع" في ساحات محور المقاومة، رغم انّ الصواريخ الخمسة مجهولة التبنّي حتى الآن التي وُجّهت صوب القاعدة العسكرية الأميركية، اقتصرت على مجرّد رسالة تحذيريّة الى واشنطن ومن ورائها، خصوصا ما تعنيه محافظة الأنبار لدى المحور المعادي، الذي يُخطّط لإدخالها في صفقة القرن، وتوطين اللاجئين الفلسطينيّين فيها، وهذا ما اجمعت عليه تقارير صحافية عدة قبل ان يسرّب السياسي العراقي عزّت الشابندر معلومات مؤكدة حيال هذا المخطط، والذي يوضحه تربّع الثنائي الإسرائيلي- الإماراتي في قائمة "المشغّلين" المباشرين للأحداث الدموية على الأرض، بدعم اميركي-سعودي كبير، وما استهداف القنصليّة الإيرانية في النجف لثلاث مرات مسبوقا بحرق مقار حركات المقاومة العراقية، سوى دليل على وُجهة المخطط المعادي من خلال الإحتجاجات الدائرة، خصوصا انّ عشرات المرتزقة ممن اطبقت عليهم اجهزة الأمن العراقية، اعترفوا بتقاضيهم اموالا اماراتيّة لقاء حرق القنصليّة ورفع الهتافات ضدّ ايران، كما اطلاق النار على رجال الأمن والمحتجّين على السواء لتأجيج الفوضى بإدارة عناصر من جماعة "بلاك ووتر" – وهو ما كشف عنه ايضا المؤلّف والصحافي الأميركي كيفن باريت.

 منذ منتصف شهر آب المنصرم، بدأت انباء تتوارد عن دخول قوات "اسرائيلية" الى العراق، عبر جوازات سفر اميركية مزوّرة، قبل ان يؤكّد امين عام حركة النّجباء العراقية اكرم الكعبي هذه الأنباء في الثلاثين من ذاك الشهر، كاشفا انّ قوات "اسرائيلية" اخرى موجودة في السفارة الأميركية في بغداد، وكذلك في قاعدة عين الأسد، وانّ جنرالا "اسرائيليّا" دخل العراق ويدير حاليا معسكرا "اسرائيليا" في اربيل، ومبيّنا انّ تلك القوات مع "اخرى معادية" تعمل على اعادة احياء تنظيم "داعش" في العراق ربطا بمخطط استهداف الحشد الشعبي.. وهذا ما بدا واضحا مؤخرا من خلال تحركّ عناصر التنظيم الناشطة، تزامنا مع اشغال واستنزاف قوّات الأمن العراقية في وسط البلاد وجنوبها، فيما الحراك المعادي الخطير يحصل في غرب العراق تحديد!

 اما ايران، التي حطّت شرارة الإحتجاجات في ساحاتها بعد اشعالها في العراق ومن ثمّ لبنان، فقد استطاعت بمدة زمنيّة قياسية احباط المخطط المعادي الجديد رغم ضخامته وخطورته، ذهبت سريعا الى اطلاق مناورات جويّة مشتركة بين الجيش وحرس الثورة، شملت اختبار احدث الأسلحة والمنظومات الرادارية والصاروخية، في رسالة ناريّة مضادة "لمن يهمهم الأمر"، وسارت على متن تهديدات غير مسبوقة على لسان قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، الذي توعّد بالثّأر من الدول المتورّطة، لعناصر الأمن الذين قُتلوا على ايدي مرتزقتها خلال الإحتجاجات، مسبوقة بأخرى لا تقلّ حدة وجهها نائبه علي فدوي باتجاه "اسرائيل"، من مغبّة افتعال ايّ أمر يقود الى حرب، "لأنّ هذه الحرب نفسها ستشهد على محوها"!

 لربما تستشعر ايران خطرا جدّيا محدقا بها تمّ التمهيد له عبر اشعال مناطقها كما الساحتَين الحليفتَين لها لإنهاكها وبالتالي النّفاذ من خلال الفوضى الى الحرب، خصوصا بعد الإتهام القضائي الرسمي لبنيامين نتنياهو بتهم الفساد والخيانة والرشاوي، والتي قد تدفعه للهروب الى الأمام صوب اشعال حرب دون استشعار خطورة الإنزلاق الى مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة، وسيما انّ غالبيّة وسائل الإعلام العبريّة ركّزت في الأسابيع الأخيرة على "عمل ما" قد يلجأ اليه نتنياهو للإفلات من قضبان السجن، وحيث قاد ووزير حربه تهويلا مركزا على قرب اندلاع حرب مع ايران وحلفائها، وذهاب الأخير الى المطالة بضرورة النفاذ من الفوضى الدائرة في العراق ولبنان، الى تحقيق اهداف "اسرائيل" الآن!

 وفيما برز لافتا ما صوّبت عليه صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية في2 2 الشهر الفائت، عبر الكشف عن محادثات مغلقة مع هيئة اركان الجيش  "الإسرائيلي"، أفضت الى اتفاق على ما اسمته" سياسة جديدة" تنصّ على شنّ هجمات متواصلة ومنتظمة ضدّ سورية تحت عنوان "طرد القوات الإيرانية" من هناك، طالب بينيت بضرورة استغلال هذا التوقيت "المناسب جدا" لتنفيذ هذه السياسة، مبرّرا انّ حزب الله يواجه اليوم تحدّيا في لبنان وسط فوضى الإحتجاجات، ولذلك فإنّ احتمالات تدخّله على خطّ مؤازرة حلفائه سورية او ايران في ايّ مستجدات لاحقة..تبقى ضئيلة!

هذا ما توصّل اليه وزير حرب "اسرائيل".. ولكن!

 تزامنا مع تهديدات بينيت، كانت طائرة مسيّرة تعود ادراجها الى لبنان "بسلام" بعد خرقها اجواء الكيان "الإسرائيلي" مرّتين في ساعة واحدة!-وفق إقرار المتحدث باسم جيشه.. بُعيد ساعات على اعلان المتحدث باسم حركة انصار الله اليمنيّة، اسقاط مروحيّة اباتشي سعودية قبالة جيزان السعودية بصاروخ ارض-جوّ ب"تقنيّة جديدة".. هذا قبل تتويجها بإسقاط طائرتّي التجسّس المعاديَتّين تباعا امس الأربعاء، ليأتي سريعا بعد استهداف قاعدة عين الأسد.. وسط تسريبات صحافية يمنيّة ألمحت الى انّ الحركة بصدد اطلاق مفاجأة عسكرية "من العيار الثقيل" تتجاوز بأهميته ضربة ارامكو السعودية!

 وعلى ما يبدو، فإنّ محور المقاومة الذي تلقّف الرسالة المعادية بعد انقضاء "تشرينّي" فوضى الإحتجاجات المدبرة في ساحاته، "بات يعمل كخليّة نحل على صعيد كبار قاداته وفق تنسيق غير مسبوق بدءا بضاحية بيروت الجنوبية، مرورا بدمشق وبغداد وغزة، وصولا الى اليمن"- وفق ما نقل محلّلون عسكريون "اسرائيليّون"-نقلا عمّن اسموهم جهات رفيعة المستوى في الجيش" الإسرائيلي"، تلقّفت "اشارات مقلقة للغاية" من نظراء عسكريين روس!

رغم اللعب على حافة الهاوية في ذروة مرحلة "عضّ الأصابع" بين المحورَين المتقابلّين، الا انّ واشنطن وحلفها يدركون تماما انّ ايَ حرب ضدّ ايران يعني انزلاق المنطقة برمّتها الى مواجهة شاملة، ربطا بقرار "توحيد الجبهات" ازاء ايّ حرب مزمعة التي سبق ان ارساها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.

من دون اغفال تنصّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتجنّبه التورّط بأيّ حرب ضدّ ايران حتى الآن.. الا اذا ذهب نتنياهو بشكل مباغت الى هذا الخيار، وسط انباء تشير الى احتمال تحرّشه بالجبهة الجنوبية، فيما ذهبت اخرى الى ترجيح اقدامه على تسديد ضربة ضدّ حزب الله في لبنان قد تكون في البقاع او في محيط بيروت!

 ثمّة مصادر صحافية فرنسية واكبت زيارة الموفد الفرنسي كريستوف فارنو الى لبنان منتصف الشهر الفائت، لفتت الى انّ الأخير سمع "كلاما خطيرا" لنقله الى واشنطن وعبرها الى تل ابيب، ردّا على رسالة اميركية حملها معه فارنو الى بيروت، وتضمّنت شرطا مزدوجا مقابل "تخفيف الضغوط" عن لبنان: تسليم صواريخ حزب الله الدقيقة، وعدم تدخلّه في ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وملفّ النفط والغاز.. وبالطبع، هي شروط "اسرائيليّة" بامتياز.

 ردّ الحزب- بحسب المصادر، اقتصر على انّ ايَ مساس "اسرائيلي" بحقّ لبنان السيادي في نفطه وغازه، فإنّ رجال حزب الله بانتظار تلقّف شارة بدء استهداف مصافي النفط البحريّة "الإسرائيليّة" "وإنجاز المهمة خلال ساعات".. مهمّةٌ قد تُستبق بأخرى غير مسبوقة "وخلال ساعات ايضا" قبل ذاك الموعد "ردّا على ايّ تهوّر اسرائيلي مباغت" –وفق تسريبات مصدر في موقع "انتيليجانس اونلاين" الإستخباري الفرنسي..دون الدخول في تفاصيل!

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل