حدث في 11 رمضان .. إسلام وفد ثقيف - استشهاد سعيد بن جبير

الأحد 03 أيار , 2020 04:37 توقيت بيروت التاريخ الإسلامي

الثبات - إسلاميات 

 

حدث في 11 رمضان 

إسلام وفد ثقيف - استشهاد سعيد بن جبير

 

إسلام وفد ثقيف: قال ابن إسحاق: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في رمضان، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد من ثقيف، وكان من حديثهم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عنهم، اتبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام.

فقال له رسول الله كما يتحدث قومه: "إنهم قاتلوك".

وعرف رسول الله أنَّ فيهم نخوة الامتناع؛ للذي كان منهم، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبكارهم، وكان فيهم كذلك محبباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام؛ رجاء أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على علية له وقد دعاهم إلى الإسلام وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله، فتزعم بنو مالك أنَّه قتله رجل منهم يقال له: أوس بن عوف - أخو بني سالم بن مالك - ويزعم الأحلاف أنه قتله رجل منهم من بني عتاب يقال له: وهب بن جابر.

فقيل لعروة: ما ترى في دينك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيَّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: "إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه".

وهكذا ذكر موسى بن عقبة قصة عروة، ولكن زعم أن ذلك كان بعد حجة أبي بكر الصديق، وتابعه أبو بكر البيهقي في ذلك، وهذا بعيد، والصحيح أن ذلك قبل حجة أبي بكر، كما ذكره ابن إسحاق، والله أعلم.

قال ابن إسحاق: ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة شهراً، ثم إنهم ائتمروا بينهم، رأوا أنَّه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا، فائتمروا فيما بينهم، وذلك عن رأي عمرو بن أمية - أخي بني علاج - فائتمروا بينهم، ثم أجمعوا على أن يرسلوا رجلاً منهم، فأرسلوا عبدياليل بن عمرو بن عمير، ومعه اثنان من الأحلاف، وثلاثة من بني مالك، وهم: الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب، وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب، وعثمان بن أبي العاص، وأوس بن عوف - أخو بني سالم - ونمير بن خرشة بن ربيعة.

وقال موسى بن عقبة: كانوا بضعة عشر رجلاً، فيهم: كنانة بن عبدياليل - وهو رئيسهم - وفيهم: عثمان بن أبي العاص - وهو أصغر الوفد.

قال ابن إسحاق: فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة، ألفوا المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم ذهب يشتد ليبشر رسول الله بقدومهم، فلقيه أبو بكر الصديق فأخبره عن ركب ثقيف أن قدموا يريدون البيعة والإسلام إن شرط لهم رسول الله شروطًا، ويكتبوا كتابًا في قومهم.

فقال أبو بكر للمغيرة: أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله حتى أكون أنا أحدثه، ففعل المغيرة، فدخل أبو بكر فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم.

ثم خرج المغيرة إلى أصحابه، فروَّح الظَّهْر معهم، وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية.

ولما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربت عليهم قبة في المسجد، وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله، فكان إذا جاءهم بطعام من عنده لم يأكلوا منه حتى يأكل خالد بن سعيد قبلهم، وهو الذي كتب لهم كتابهم.

قال: وكان مما اشترطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية ثلاث سنين، فما برحوا يسألونه سنة سنة، ويأبى عليهم، حتى سألوه شهرًا واحدًا بعد مقدمهم ليتألفوا سفهاءهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئًا مسمى، إلا أن يبعث معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة ليهدماها، وسألوه مع ذلك أن لا يصلوا، وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم.

فقال: "أما كسر أصنامكم بأيديكم، فسنعفيكم من ذلك، وأما الصلاة، فلا خير في دين لا صلاة فيه".

فقالوا: سنؤتيكها وإن كانت دناءة.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا محمد بن مسلمة عن حميد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلهم المسجد؛ ليكون أرق لقلوبهم، فاشترطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحشروا، ولا يعشروا، ولا يجبوا، ولا يستعمل عليهم غيرهم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكم أن لا تحشروا، ولا تجبوا، ولا يستعمل عليكم غيركم، ولا خير في دين لا ركوع فيه".

 

استشهاد سعيد بن جبير: ويكنى أبا عبدالله، مولى لبني والبة بن الحارث من بني أسد بن خزيمة، قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي وعفان بن مسلم وأبو الوليد الطيالسي قالوا: أخبرنا شعبة قال: وأخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو الربيع السمان، جميعاً عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير، قال: قال لي ابن عباس: ممن أنت؟ قلت: من بني أسد، قال: من عربهم أو من مواليهم؟ قلت: لا، بل من مواليهم.

قال: فقل: أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام بن يحيى عن محمد بن جحادة عن أبي معشر عن سعيد بن جبير قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة، فقال: يا غلام - أو يا غليم - إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام، فصل بعدها ركعتين وأطل القراءة.

كان ابن جبير حافظًا مقرئاً ومفسراً، وفي هذا اليوم من شهر رمضان قتله الحجاج بن يوسف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل