أعلام التصوف .. الفقيه المفسر وهبة الزحيلي

الأحد 07 حزيران , 2020 04:35 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

أعلام التصوف  

 الفقيه المفسر وهبة الزحيلي

 

ولادته ونشأته:

ولد وهبة مصطفى الزُّحيلي (أبو عبادة) في بلدة دير عطية من ريف دمشق عام 1351هـ-1932م لأبوين كريمين موصوفين بالصَّلاح والتَّقوى.

دراسته وشهاداته:

بعد أن أنهى دراستَه الابتدائية قدم المتَرجم مدينةَ دمشق سنة 1946 م وعمرُه 14 عاماً لمتابعة دراسته في معاهدها، التحق في دمشق بالثانوية الشَّرعية التي كانت تُسمَّى الكلِّية الشَّرعية، وأمضى فيها ستَّ سنوات، نال بعدها شهادة الثانوية الشَّرعية عام 1952م وكان ترتيبه الأولَ على جميع المتقدِّمين، توجَّه بعدها إلى مصر ليكمل مسيرته العلمية، وتحصيله العلمي العالي، فالتحق بعددٍ من الكلِّيات في آنٍ واحد، فقد درس في الجامعة الأزهرية في كلِّيتي الشَّريعة واللُّغة العربية، كما درس في كلِّية الحقوق بجامعة عين شمس، وكانت حصيلة تلك الدِّراسة أن نال الشَّهادات الآتية:

1- الشَّهادة العالية في الشَّريعة الإسلامية من كلية الشَّريعة بالأزهر بتقدير ممتاز عام 1956م.

2- إجازة التَّخصص بالتَّدريس من كلية اللُّغة العربية بالأزهر عام 1957م.

3- إجازة في الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1957م.

ولم يكن الأستاذ وهبة الزُّحيلي قد قضى نهمته في طلب العلم بعد، فتقدَّم إلى كلٍّ من جامعتي الأزهر والقاهرة للدِّراسات التَّخصصية العليا، وتابع دراسته في كلِّية الحقوق في جامعة القاهرة بقسم الشَّريعة، ونال سنة 1959م درجة الماجستير في الشَّريعة الإسلامية، وبعد ذلك سجل أطروحته في الدكتوراه في الكلية نفسها بعنوان (آثار الحرب في الفقه الإسلامي –دراسة مقارنة)، ومنحته لجنة المناقشة الدرجة العلمية مع مرتبة الشَّرف الأولى سنة 1963م.

أساتذته وشيوخه:

فمن أساتذته وشيوخه في الشَّام أذكر:

- الشيخ محمد هاشم الخطيب الرِّفاعي

- الشيخ عبد الرِّزاق الحمصي

- الشيخ محمود ياسين

- الشيخ حسن الشَّطِّي

- الشيخ حسن حبنَّكة الميداني

- الشيخ صالح الفرفور

ومن أساتذته وشيوخه في مصر أذكر:

-الشيخ محمد أبو زهرة

- الشيخ محمود شلتوت

أعماله وومناصبه:

التَّدريس الجامعي: كان أول أعمال المترجَم بعد حصوله على درجة الدكتوراه، إذ عُيِّن مدرِّساً في كلية الشَّريعة بجامعة دمشق عام 1963م، ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد سنة 1969م، وأستاذاً عام 1975م.

وتنقَّل بعدها بين عددٍ من الجامعات العربية بصفة أستاذٍ زائر، فدرَّس في كلية الشَّريعة والقانون بجامعة بنغازي، وفي قسم الشَّريعة بجامعة الخرطوم بالسُّودان، والمركز العربي للدِّراسات الأمنية بالرِّياض، وأمضى خمس سنوات في جامعة الإمارات العربية في العين.

وبالإضافة إلى التدريس الجامعي فهو يقوم بالتدريس والخطابة، وهو يمارس الخطابة منذ عام 1370 ولكن ليس بشكل منتظم ودائم.

نشاطات أخرى: وللأستاذ الدكتور الزُّحيلي عضويةٌ في عددٍ من المجامع العلمية والبحثية الإسلامية، ويرأس بعض الهيئات الشَّرعية الإسلامية، ومنها:

- عضوٌ خبيرٌ في كلٍّ من مجمع الفقه الإسلامي بجدة، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي بالهند والسودان وأمريكة.

- عضوٌ في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية –آل البيت- في الأردن.

- عضو الموسوعة العربية بدمشق.

- رئيس هيئة الرَّقابة الشَّرعية لشركة المضاربة والمقاصَّة الإسلامية في البحرين.

- رئيس هيئة الرَّقابة الشَّرعية للبنك الإسلامي الدَّولي في المؤسسة العربية المصرفية في البحرين.

- رئيس قسم الدِّراسات الشَّرعية في المجلس الشَّرعي للمصارف الإسلامية في البحرين.

- عضو هيئة الإفتاء الأعلى بالجمهورية العربية السورية.

- عضو الهيئة الاستشارية لموسوعة دار الفكر للحضارة الإسلامية.

- عضو لجنة البحوث والشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف السورية.

أوصافه وأخلاقه:

لقد حبا الله عز وجل الأستاذ الزُّحيلي بسطةً في العلم والجسم، فهو طويل القامة، حنطيُّ اللَّون، خفيف العارضين، سريع المشي والحركة، ذو همَّة عالية، يمتاز بحسن الخلق وطيب المعاملة، وهو لطيف المعشر، دائم البِشْر، يألف ويُؤلف، وهو محبٌّ لطلابه وإخوانه، حريصٌ على إفادتهم، نصوحٌ لهم، يؤثر خدمتهم، ويستجيب لدعواتهم، ويشاركهم في مناسباتهم بطيب خاطر، وهو متواضعٌ في عزَّة، لا يرفعه علمه على الناس كبراً، ولا يضعه تواضعاً، بل هو مهيب محترم، يعرف للآخرين حقَّهم، كما يعرف حقَّ نفسه، وهو وفيٌّ محبٌّ لأشياخه، لا يذكر أحداً منهم إلا بخير، ويكره التَّعصب المذهبي كرهاً شديداً.

ولعل من أبرز المواهب التي أفاضها الله عز وجل عليه حافظته القوية، وربما أتى إلى مناقشة بعض الرَّسائل الجامعية دون أن يصطحب معه المذكرة، ومع ذلك تراه يبرز محاسنها، ويشير إلى ملاحظاته عليها، ويملي ذلك على المناقش من ذاكرته محدداً له مواقع النَّقد من رسالته، وقد أوتي من الصَّبر والجلد والمحافظة على الوقت وعدم إضاعته، ما يجعله في ذلك مثلاً يُحتذى، وهو محبٌّ للسكينة والهدوء، سريع القراءة، ويعزو ذلك إلى صلته المستمرة بالكتاب، فهو لا يكاد يضيع دقيقةً واحدةً من غير قراءةً أو كتابة، وربما أمضى أكثر من ثلثي يومه بين الكتب دون أن يشعر بأدنى ملل.

أما حكمته التي تنتظم بها حياته فهي قول الله عز وجل: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [البقرة: 282]، ويقول في ذلك: "إن سرَّ النَّجاح في الحياة إحسان الصِّلة بالله عز وجل".

يقول الأستاذ الشيخ صادق حبنَّكة رحمه الله تعالى: "إن الشيخ وهبة الزُّحيلي –حفظه الله وزاده بالشُّكر من خير ما أعطاه- له في قلبي مكانة مكينة ملَّكه إياها –وهو أحقُّ بها- تواضعه بلا مذلة، واستقامته بغير انحراف، ودأبه على العلم الناصح والعمل الصَّالح، وما عملت يداه من الكتب المجيدة في المواضيع المفيدة".

وأهمُّ مؤلفاته وآثاره:

يُعدُّ الأستاذ الدكتور وهبة الزُّحيلي من أغزر المعاصرين تأليفاً وأكثرهم إنتاجاً فكرياً، وهو يَعُد العمل بالتَّأليف بقصد نفع الآخرين وتبصيرهم بحقائق دينهم ودعوتهم إلى دين الله من آكد الواجبات، وأهم العبادات بعد أداء ما افترضه المولى عز وجلَّ.

أ- في مجال التأليف العلمي المتخصص: للمترجَم في هذا الميدان إلى الآن أكثر من ثلاثين ومئة كتابٍ ورسالةٍ ظهرت إلى عالم الطِّباعة، أهمها:

1- آثار الحرب في الفقه الإسلامي.

2- الفقه الإسلامي وأدلته.

3- نظرية الضَّرورة الشَّرعية؛ دراسة مقارنة.

4- التَّفسير المنير في العقيدة والشَّريعة والمنهج.

5- التَّفسير الوجيز.

6- التَّفسير الوسيط.

7- الفقه الإسلامي في أسلوبه الجديد.

8- أصول الفقه الإسلامي.

9- الذَّرائع في السِّياسة الشَّرعية، والفقه الإسلامي.

10- العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث.

11- نظرية الضَّمان أو (حكم المسؤولية المدنية والجنائية) في الفقه الإسلامي.

12- نظام الإسلام - ثلاثة أقسام (نظام العقيدة، نظام الحكم والعلاقات الدولية، مشكلات العالم الإسلامي المعاصر).

ب- بعض البحوث التي تقدم بها إلى المؤتمرات الدولية والندوات العلمية والفكرية:

1- أثر الباعث والنية في العقود والفسوخ والتروك.

2- إسقاط الدين عن الزكاة.

3- إقليمية الشريعة والقضاء في ديار الإسلام.

4- أهمية الحفاظ على الحكومة الإسلامية.

5- زكاة الأسهم في الشركات.

6- السُّوق المالية.

7- الضرورة والحاجة وأثرهما في الأحكام الشَّرعية.

8- فلسفة العقوبة في الإسلام.

9- المصلحة المرسلة.

10- مصرف الزكاة.

11- نظام التوبة وأثرها في إسقاط العقوبات

وفاته رحمه الله:

توفي بدمشق يوم السبت 23 من شوال 1436هـ الموافق 8 من آب 2015 م رحمه الله تعالى وجزاه عن العلم والمسلمين خيراً.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل