حقائق عن التصوف .. الآداب الظاهرة للمريد مع شيخه - الشيخ المربي عبدالقادر عيسى

الإثنين 24 آب , 2020 03:16 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

حقائق عن التصوف 

الآداب الظاهرة للمريد مع شيخه

الشيخ المربي عبدالقادر عيسى

 

بعد أن عرفنا فائدة الصحبة وأهميتها، وبصورة خاصة صحبة الوارث المحمدي؛ وهو الشيخ المرشد المأذون بالتربية الذي ترقَّى في مقامات الرجال الكُمَّل على يد مرشد كامل مسلسلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع بين الشريعة والحقيقة، ثم تبيَّن معنا أهمية بيعته وأخذ العهد عنه وملازمته، نذكر هنا بعضاً من الآداب التي تطلب من المريد الصادق كي يتحقق له الوصول إلى مطلوبه، فقد اتفق أهل الله قاطبة على أنَّ من لا أدبَ له لا سيرَ له، ومن لا سيرَ له لا وصولَ له، وأنَّ صاحب الأدب يَبلغ في قليل من الزمن مبلغَ الرجال، وها نحن نورد بعض آداب المريد مع شيخه وإخوانه.

-آداب المريد مع شيخه: وهي نوعان: آداب باطنة، وآداب ظاهرة.

 

  فأما الآداب الظاهرة فهي:

 

1-أن يوافق شيخه أمراً ونهياً فيما يوافق الشرع، كموافقة المريض لطبيبه.

2-أن يلتزم السكينة والوقار في مجلسه، فلا يتكىء على شيء يعتمده، ولا يتثاءب ولا ينام، ولا يضحك بلا سبب، ولا يرفع صوته عليه، ولا يتكلم حتى يستأذنه لأنَّ ذلك من عدم المبالاة بالشيخ وعدم الاحترام له، ومن صحب المشايخ بغير أدب واحترام حرم مددهم وثمرات ألحاظهم وبركاتهم.

 3-المبادرة إلى خدمته بقدر الإمكان، فمن خَدَم خُدِم.

4-دوام حضور مجالسه، فإن كان في بلد بعيد فعليه أن يكرر زيارته بقدر المستطاع، ولذلك قيل: زيارة المربي ترقي وتربي  وإن السادة الصوفية بنوا سيرهم على ثلاثة أصول "الاجتماع والاستماع والاتباع" وبذلك يحصل الانتفاع.

 5-الصبر على مواقفه التربوية كجفوته وإعراضه... الخ، التي يقصد بها تخليص المريد من رعوناته النفسية وأمراضه القلبية، قال ابن حجر الهيثمي: "كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء. فليحذر الموفق من ذلك، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه" ["الفتاوى الحديثية" ص55].

 6-أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أفهامهم وعقولهم لئلا يسيء إلى نفسه وشيخه، وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسولُهُ؟" [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم].

  وهذه الآداب كلها إنما تُطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية، وأما المريد المجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم، والانتظام في سلك عقدهم، وهذا لا يُلزَم بشروط الصحبة ولا بآدابها، ومثل هذا له أن ينتقل إلى طريق أخرى ولا حرج عليه، كما أنَّ طريق التبرك لا حرج في الانتقال منها إلى غيرها كما هو معروف عند المربين المرشدين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل