حوارات مع سماحة الشيخ أحمد كفتارو .. الحضارة قائمة على العلم والأخلاق

الثلاثاء 01 أيلول , 2020 01:41 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات 

 

حوارات مع سماحة الشيخ أحمد كفتارو

الحضارة قائمة على العلم والأخلاق

 

إنَّ التحدي الحضاري الذي نراه اليوم على الساحة العالمية، إنما هو حضارة مادية، تقوم على الجمادات، وتأمين الرفاهية للإنسان، وكل حسب مقدرته، حيث كان الإنسان يركب الدابة، فأصبح اليوم يستخدم الطائرة، وعلى هذه الوتيرة في كلِّ شؤون الحياة، في المسكن، والملبس، والمأكل، والعلاج الدوائي للأبدان، ولكن ليست هذه هي الحضارة بكاملها، بل المادة جزء من حياة الإنسان، وأما الجزء الآخر فهو: الروح، والعقل، والفكر، والثقافة، وكما قال الله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

وكما قال المسيح عليه السَّلام: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، وهذه الحضارة المادية، وهذا التحدي في السباق الموصل إلى امتلاك نواصي المادة، كان له أثر سلبي واضح في حياة الإنسان، فعندما ضربت أمريكا هيروشيما بالقنبلة الذرية، كان ذلك عن علم ومعرفة بالذرة وأثرها المدمر، وفي الحربين العالميتين قُتِلَ ما يزيد على خمسين مليون إنسان، فهل نسمي هذا حضارة؟

وأمَّا الإسلام الحق ذلك المجهول، ويا ليت العالم يعلم حقيقة الإسلام قولاً وعملاً وتطبيقاً، فهو الدين الذي بنى الحياة المادية على أفضل ما تكون، وفتح أبواب الأمل أمام الناس ليسلكوا كلَّ الدروب الموصلة إلى رفاهيتهم وسعادتهم، كلٌ بجهده وعمله، لا على حساب الآخرين وسعادتهم كما يفعل الغرب اليوم، ومع هذا البناء المادي يسعى الإسلام إلى بناء الكيان الروحي والعقلي والأخلاقي في الإنسان، لذلك قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ليس مني إلا عالم أو متعلم".

فقد جاء صلى الله عليه وسلم يحمل العِلم، والعلم هو ما كان في مصلحة الإنسان، لذلك لابدَّ لهذا العلم من أخلاق تحجزه عن الشر والاستخدام السلبي له، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

فالعلم والأخلاق جناحان متساويان يطير بهما الإنسان إلى عوالم السعادة والرفاهية والخير، لذلك فعلى المسلمين مهمة كبرى، للقيام بواجب نشر الإسلام في العالم وبخاصة المتقدم مادياً، لتلقيح حضارته المادية بالمبادئ الأخلاقية والروحية في الإسلام، وذلك لتحصين هذه الحضارة من الشر والفساد وهدم القيم الفاضلة في الإنسان.

ومن ناحية أخرى على المسلمين الخروج من واقعهم المتخلف، والعمل على بناء مجدهم المعاصر القائم على التقدم المادي الموجه بروحانية الإسلام، وبذلك يَسعدوا ويُسعدوا، ويهتدوا ويقوموا بواجب الهداية الذي دعاهم الله تعالى للقيام به على أحسن وجه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل