قصيدة البردة | الفصل الخامس .. "في معجزاته صلى الله عليه وسلم"

الأحد 25 تشرين الأول , 2020 04:56 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف 

 

قصيدة البردة

الإمام البوصيري

 

الفصل الخامس

في معجزاته صلى الله عليه وسلم

 

جَآءَتْ لِدَعْوَتِهِ الْأَشْجَارُ سَاجِدَةً ... تَمْشِيْ إِلَيْهِ عَلى سَاقٍ بِلاَ قَدَمِ

كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ ... فُرُوعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ فِيْ اللِّقَمِ

مَثْلُ الْغَمَامَةِ أَنّٰى سَارَ سَآئِرَةً ... تَقِيهِ حَرَّ وَطِيْسٍ لِّلْهَجِيـر ِحَمِي

أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ إِنّ لَهُ ... مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ الْقَسَمِ

وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَّمِنْ كَرَمِ ... وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُفّارِ عَنْهُ عَمِيْ

فَالصِّدْقُ فِي الْغَارِ وَالصِّدِّيْقُ لَمْ يَرِمَا ... وَهُمْ يَقُولُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ

ظَنَّوْا الْحَمَامِ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلى ... خَيْرِ الْبَرِيّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ

وِقَايَةُ الله أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ... مِنَ الدُّرُوْعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الْأُطُمِ

مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً واسْتَجَرْتُ بِهِ ... إِلَّا وَنِلْتُ جِوَاراً مِنْهُ لَمْ يُضُمِ

لَا تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُؤيَاهُ إنَّ لَهُ ... قَلْباً إِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ

فَذَاكَ حِيْنَ بُلُـوغٍ مِن نُبُـوّتِهِ ... فَلَيْسَ يُنكَرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلَمِ

تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبِ ... وَلَا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ

كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِباً بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ ... وَأَطْلَقَتْ أَرِباً مِنْ رِبْقَهِ اللَّمَمِ

وَأَحْيَتِ السَّنَةَ الشّهْبَـــاءَ دَعْوَتُهُ... حَتَّى حَكَتْ غُرّةً فِيْ الْأَعْصُرِ الدّهُمِ

بِعَارِضٍ جَاَد أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا ... سَيْباً مِّنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلاً مِنَ العَرِمِ

دَعْنِ وَوَصْفِـيَ آيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ... ظُهُورَ نَارِ الْقُرى لَيْلاً عَلَى عَلَمِ

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل