قصيدة البردة | الفصل التاسع .. "في التَّوسل بالنَّبي صلى الله عليه وسلم"

الإثنين 02 تشرين الثاني , 2020 12:31 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف 

 

قصيدة البردة

الإمام البوصيري

 

الفصل التاسع

 في التَّوسل بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

 

خَدَمْتُهُ بِمَدِيحٍ أَسْتَقِيلُ بِهِ ... ذُنُوبَ عُمْرٍ مَّضى فِي الشِّعْرِ وَالنَّدِمِ

إِذْ قَلّدَانِيَ مَا تَخْشى عَوَاقِبُهُ ... كَأَنَّنِيْ بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فِيْ الحَالَتَيْنِ وَمَا ... حَصَّلْتُ إِلاَّ عَلَى الْآثَامِ وَالنَّدَمِ

فَيَا خَسَارَةَ نَفْسٍ فِيْ تِجَــــارَتِهَا ... لَمْ تَشْتَرِ الدِّيْنَ بِالدُّنْيَــا وَلَمْ تَسُمِ

وَمَنْ يَبِعْ آجِلٍ مِنْهُ بِعَاجِلِهِ ... بَيْنَ لَهُ الْغَبْنُ فِيْ بَيْعٍ وَفِيْ سَلَمِ

إِنْ آتِ ذَنْباً فَمَا عَهْدِيْ بِمُنْتَقِضٍ ... مِنَ النَّبِيِّ وَلاَ حَبْلِيْ بِمُنْصَرِمِ

فَإِنَّ لِيْ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِي ... مُحَمَّداً وَهْوَ أَوْفَى الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ

إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْ مَعَادِيْ آخِذاً بِيَدِيْ ... فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ

حَاشَاهُ أَنْ يَّحْرِمَ الرَّاجِيْ مَكَارِمَهُ ... أَوْ يَرْجِعَ الرَاجِي مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ

وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَارِيْ مَدَائِحَهُ ... وَجَدْتُهُ لِخَلَصِي خَيْرَ مُلْتَزِمِ

وَلَنْ يَفُوتَ الْغِنى مِنْهُ يَداً تَرِبَتْ ... إَنّ الْحَيَا يُنْبِتُ الْأَزْهَارَ فِيْ اْلأَكَمِ

وَلَمْ أُرِدْ زُهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِي اقْتَطَفَتْ ... يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنى عَلَى هَرَمِ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل