الحريري ينتظر حكومته من بيضة البطَّة الأميركية! ــ أمين أبو راشد

الأربعاء 18 تشرين الثاني , 2020 08:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

فقط للتوضيح، أن "البطَّة العرجاء" هي التسمية التي تُطلق على الأشهر الستة التي تسبِق كل انتخابات رئاسية أميركية، بحيث تتمّ فرملة كل الأنشطة السياسية التنفيذية، وتتفرَّغ كل الأجهزة والإدارات والدوائر الفيدرالية وحاكميات الولايات للسباق الإنتخابي، لكن واقع الحال مع الخاسر دونالد ترامب، سيجعل من حقبة البطَّة العرجاء أطول بكثير، حتى لِمَا بعد إعترافه بالهزيمة، ويتفرَّغ عندها أكثر لرفع الدعاوى القضائية و"الحرتقة" على جو بايدن، في محاولةٍ لتخريب "قنّ البطّ" وإسقاط سقف البيت الأبيض على قاعدة "عليَّ وعلى أعدائي"، وكل هذا يحصل وسوف يحصل في أميركا، ونحن في لبنان ننتظر تفقيس حكومة سعد الحريري من بيضة البطَّة الأميركية العرجاء، ونترك السفيرة المجنونة دوروثي شيا تصنع القرار اللبناني، وهي حالياً لا تعرف أية إدارة أميركية سوف تمثِّل بعد العشرين من كانون الثاني / يناير 2021.
ودوروثي شيا تتبع مايك بومبيو، أكثر رجل يقول نعم للرئيس ترامب، على عكس وزير الدفاع مايك إسبر الذي علَّق على قرار إقالته أنه ليس من الذين يقولون نعم دائمة للرئيس، وكما تتصرَّف دوروثي شيا وكأن "الدني عم تشتِّي" في أميركا، هكذا فعل مُعلِّمها بومبيو من خلال جولته الحالية، والتي عرَّج فيها على باريس، وكانت نتيجة "تعريجته" إبداء المزيد من التشدُّد في مشاركة حزب الله بأية حكومة لبنانية، في الوقت الذي أبدت فيه الحكومة الفرنسية بعضاً من اللباقة الممزوجة بالدهشة، لأن بومبيو جاء في آخر موسم ترامب، ووجد الفرنسيون أن من واجبهم الوقوف على خاطره قبل الرحيل، سيما وأن الرئيس الفرنسي كان من أوائل مهنئي بايدن، لكن هناك قضايا أوروبية ذات شأن في بال ماكرون، وأهمّ من كسر الجرَّة خلف ترامب أو على رأس بومبيو من أجل لبنان وإنعاش المبادرة الفرنسية، ومع ذلك، ما زال سعد الحريري ينتظر "البيضة المفقوسة" تحملها إليه دوروثي شيا من مؤخرة البطة العرجاء!
نكاد نحسِد الأميركيين على المجنون دونالد ترامب، الذي يتصرَّف كأيّ ديكتاتور من العالم الثالث، يرفض نتائج الإقتراع ويشكك بنزاهة الإنتخابات، حتى ولو وصلت الأمور الى تفكُّك الولايات المتحدة عبر محاولات الإنفصال ولكن، على الأقل، كرامة ترامب الشخصية ترفض الواقع الصادم أن الشعب لا يريده رغم عشرات ملايين الأصوات التي نالها وكَسَر فيها كل الأرقام القياسية، ونحن في لبنان أعجز من أن "نُزحزح" كرسي قائد ميليشيا أو زعيم مذهبي عن صدر الوطن وعن صدورنا.
الكرامة الشخصية، ترامب المجنون مستعد زوراً أن يُدمِّر بقايا الديمقراطية في بلاده من أجلها، ونحن كل كرامة الشعب اللبناني الجائع اليائس البائس قابعة تحت أقدام سياسيين معظمهم بلا كرامة وبلا شرف وبلا أخلاق، مع إضافة علَّة جديدة، أن الإعاقة الفكرية تجعلهم يعيشون ترف الوقت، والشعب اللبناني المُلزم بالبقاء في لبنان يموت على الطرقات سواء من وباء الكورونا أو من وباء إنعدام الكرامة الشخصية لدى مَن لا يُؤتمنون على قنّ دجاج ولا يُجيدون التعامل حتى مع بطَّة عرجاء... .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل