حروب واشنطن على الشعوب: دم وانهار مال مهدورة ـ أحمد شحادة

الأربعاء 18 تشرين الثاني , 2020 11:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1990م، والعالم يدور على قرن واحد، وهو القرن الأميركي، في الاقتصاد، وفي السياسة، وفي التكنولوجيا، والشبكة العنكبوتية، فالعم سام يكفر من يشاء ويهدي على طريقه من يريد.
منذ اكتشاف الأبيض للقارة الجديدة عام 1492م، كان الاجرام والقتل صفة ملازمة للمستوطن الجديد الذي قتل الملايين من السكان الأصليين واسترق الزنوج بعمليات خطف وتنكيل واسعة من الشواطئ الأفريقية.
ومنذ ما يسمى معركة استقلال الولايات المتحدة كانت عمليات تطويع دول القارة الجديدة لتكون فناء خلفياً لليانكي، ولهذا لم ينج أي بلد في القارة الأميركية من المؤامرات والانقلابات الدموية، والاغتيالات.
وإذا كنا نشير إلى التاريخ الأميركي الأسود بحق الشعوب والدول بعجالة يكفي أن نشير إلى الجريمة الكبرى للولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية، حيث جربت للمرة الأولى في التاريخ القنبلة الذرية التي القيت على كل من مدينتي هيروشيما ونكازاكي في السادس والتاسع من آب عام 1945.
وفي الحروب المتعددة للولايات المتحدة على الدول والشعوب فني ملايين البشر، كما تشرد ملايين أخرى، تحت عناوين وذرائع مختلفة أبرزها نشر الديمقراطية وكل دولة تختار نظامها الاجتماعي ولو عبر الانتخابات، ولا يتوافق مع إدارة اليانكي، يعتبر غير ديمقراطي ... وهذا سجل سريع للحروب الأميركية وضحاياه وخسائره البشرية والمادية والاقتصادية، وكم كلف الخزانة الأميركية.
الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان أكثر الحروب الأميركية كلفة، حيث كبدت خزائن واشنطن ما يقدر بتريليون دولار على مدار 7 أعوام ونصف العام، أما الخسائر العراقية فكانت أكثر من 3 ملايين وأكثر من 4 ملايين مهجر في داخل وخارج العراق، عدا عن نهب وسرقة المليارات وآثار حضارية عمرها آلاف السنين.
الحرب الأميركية على "طالبان" في أفغانستان التي بدأت عام 2001، كلفت نحو تريليون دولار للخزينة الأميركية.
أما حرب فيتنام عام 1955، فكانت بتكلفة 844 مليار دولار، علما أنها استمرت لمدة 18 عاماً، وخرج الأميركي هارباً من فيتنام عام 1973.
الحرب الكورية عام 1950 استمرت 37 شهرا، وأنفقت عليها واشنطن حوالي 490 مليار دولار.
الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918، كلفت واشنطن 382 مليار دولار، علماً أن الولايات المتحدة شاركت بها لما يقترب من 18 شهراً فقط.
حرب الخليج الثانية عام 1991، التي استمرت 7 أشهر كلفت الولايات المتحدة نحو 217 مليار دولار.
يذكر أن "الإندبندنت أونلاين" كانت قد نشرت مقالا لمراسلها المختص بشؤون الشرق الأوسط باتريك كوبيرن بعنوان "حرب أمريكا على الإرهاب هي سبب أزمة المهاجرين في أوروبا".
يقول كوبيرن إن "الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول هي التي أدت في النهاية إلى تشريد أكثر من 37 مليون إنسان، وهذا هو السبب الحقيقي لأزمة المهاجرين التي تواجهها أوروبا".
ويشير كوبيرن إلى أن هناك افتراضا في الغرب يعتبر أنه من الطبيعي في الحروب أن يفر الناس من منازلهم كما يهربون أيضا من الحياة في الدول الفاشلة التي يتسبب في فشلها عدد من العوامل الداخلية والفساد ما يؤدي إلى انتشار العنف وبالتالي يفر الناس منها إلى دول أكثر استقرارا وأفضل إدارة.
وكشف تقرير صادر عن جامعة أميركية، أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة تسببت بنزوح ولجوء أكثر من 37 مليون شخص، منذ أحداث 11 أيلول 2001.
جاء ذلك في تقرير جامعة «براون»، وحمل عنوان «خلق أزمة اللاجئين: النزوح الذي سببته حروب الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر».
وذكر التقرير أن الرقم المذكور «هو أكثر من أولئك الذين شردتهم أي حرب أو كارثة منذ بداية القرن العشرين، باستثناء الحرب العالمية الثانية».
وقال إن معظم اللاجئين استضافتهم دول شرق أوسطية، رغم أن الولايات المتحدة استقبلت مئات الآلاف منهم، ومن بين البلدان التي تتصدر قائمة الدول التي خرج منها لاجئون، سوريا «7.1 ملايين» أفغانستان «5.3 ملايين» والعراق «9.2 ملايين» وباكستان «3.7 ملايين»، واليمن «5 ملايين» والصومال «4.2 ملايين» والفلبين «1.7 مليون» وليبيا «1.2 مليون»، وفق التقرير نفسه.
وأدت العمليات القتالية الصغيرة إلى نزوح السكان قسراً في بوركينا فاسو والكاميرون وإفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو الديمقراطية ومالي والنيجر والسعودية وتونس.
وقال تقرير الجامعة التي تتخذ من ولاية «رود آيلاند» مقراً لها: «37 مليونا هو تقدير متحفظ للغاية. إجمالي النازحين بسبب الولايات المتحدة بعد 11/9 حروب قد يكون أقرب إلى 48-59 مليونا».
وبين عامي 2010 و 2019، تضاعف العدد الإجمالي للاجئين والنازحين داخليا على مستوى العالم تقريبا من 41 مليونا إلى 79.5 مليونا.
إلى هذا فإن عدد القتلى الأميركين في مختلف الحروب التي شنتها الولايات المتحدة على الشعوب أضعاف ذلك، لأنه في الإحصاءات الأميركية لا يورد أعداد القتلى الذين ليس لهم أهل وأسر في الولايات المتحدة، ومن  الذين يحملون "غرين كارت" والمهاجرين الجدد.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل