من يلعب بالدم اللبناني؟

الأحد 01 آب , 2021 09:52 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة 

بات الاستثمار بالدمّ ِاللبناني سمة واضحة لكل أعداء هذا الوطن. مرّة يكون على شكل خلق حروب بين الطوائف، ومرّة عبر الاعتداءات الإرهابية، ومرّة عبر الاغتيال والنماذج كثيرة..، مع ملاحظة أنّ الاتهام المعدّ مسبقًا بالعادة يوجّه لمن يُراد الزجّ به في أتون معركة ليزيد الشرخ بين الأطراف. 

لكن اللافت هذه المرّة أن "الدمّ" بات على كل شفة ولسان لمن يعمل في خدمة المشاريع الأميركية في لبنان. والأخطر أنه بات مكشوف المصدر والوسيلة لدرجة دفعت بالوزير والنائب السابق وليد جنبلاط للتغريد عبر حسابه على "تويتر" معلناً أنه يتعرّض للتهديد بالقتل وأنّه يعرف المحرّض ويحمّله مسؤولية أيّ أذى سيلحق به أو بعائلته.

وفي مراجعة سريعة لأبرز التهديدات تمرّ أمامنا عدة نقاط، منها:

ـ رفع المشانق في وسط بيروت وتعليق تماثيل عليها تمثّل شخصيات يعتبرها "الثوار" تستحق الإعدام.

ـ مقالة نُشرت في صحيفة "لوريون لوجور" كانت الإشارة فيها واضحة لجهة طلب القتل لمن اعتبرتهم الكاتبة معادين للثورة وهم من كل الطوائف.

ـ تغريدات عديدة لجماعة أميركا في العديد من الوسائل الإعلامية، من بينها التحريض من إحدى بنات "نداء الوطن" التي تفاخرت أنّ الشهيد علي شبلي "انقتل على يد بطل من عرب خلدة..".

ـ تعليق مر مع "الإعلامية" حاملة الجنسية الأميركية راغدة درغام عبر برنامج "المواجهة" على صوت بيروت انترناشونال ومحطة LBC قالت فيها بالحرف: "الثورة بدها دم".

والعديد من الإشارات المبطنة في كلام الكثير من "ثوار" المجتمع المدني المموّل أميركياً، وكل هذا بالعلن وعلى مسمع القضاء والإعلام ولم يحرّك أحد ساكناً في هذا المجال، لا باستدعاء ولا بإخبار.

فهل سنشهد حفلة اغتيالات جديدة كرمى لعيون دوروثي شيا لتحقيق حلم بلادها بنشر "الفوضى الخلاقة" من أجل إعادة استيلاد "شرق أوسط جديد" كما كانت تحلم وزيرة خارجيتها من خلال عدوان تموز 2006 الذي تأتي ذكرى الانتصار الإلهي فيه هذا العام معززة بانتصار #سيف_القدس.

ثم من يرغب بجريان "الدم" إلاّ أعداء هذا الوطن المنهوب والمحاصر بالإرهاب الاقتصادي الأميركي والداعم الأوروبي للفاسدين فيه من ساسة ومن قضاة ومن إعلاميين.

أليس الصمت عن هذا التحريض مشاركة في القتل والدم؟، وهل غاب عن ذهن اللبنانيين عديد الجرائم التي ارتكبت ولم نشهد حلًا للغزها وضاع "الدم" على أعتاب هؤلاء؟، 

من نسي جرائم السعودية وأمريكا في لبنان أيام الحرب؟، ألم تعترف وكالة الاستخبارات الأميركية بأنّ تمويل متفجرة بئر العبد كان من السعودية والتنفيذ اللوجسيتي أوكل إلى لبنانيين.. ويومها أصاب "المغص" بندر بن سلطان عندما فشلت محاولة اغتيال آية الله السيد محمد حسين فضل الله!

حتى متى ينتظر القضاء كل هذه الدعوات لـ "تسييح الدم اللبناني" على مذبح "عوكر" وأذنابها؟، ومتى سيستفيق بعض النيام في أحضان الفتنة ويلتفتوا إلى خطورة ما يجري من تحريض على القتل؟.

 

ياسر رحال ـ العهد

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل