التصوف منهج أصيل للاصلاح .. سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الإثنين 06 أيلول , 2021 07:56 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - تصوف

كلمة حق قالها سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في مؤتمر التصوف الأول في مصر، حيث قال:

الحمدلله في الأولى والآخرة وكفى، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، وأخص بالذكر موسى وعيسى والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبعد: ينعقد هذا المؤتمر بتوفيق الله ورعايته بعنوان: (التصوف منهج أصيل للإصلاح)، تيمماً بقوله تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} سورة هود-الآية88، حيث التصوف هو الشريعة ولا تصوف بدونها، ثم الطريقة للوصول إلى الحقيقة، وسمه إن شئت" التربية أو التزكية أو الإحسان أو الأخلاق أو غير ذلك" ولا مشاحة في الاصطلاح.

ينعقد في مصر التاريخ والمستقبل، بلد العلماء والأولياء والأتقياء الذين أفاضوا على أمتنا خلال الأزمنة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يجمعون الكلمة، ويوحدون الصف، ويحزمون الأمر، يحررون الأرض، لا فرق عندهم بين عربي أو قبطي، كردي أو تركي أو أعجمي، حنفي أو شافعي أو مالكي أو حنبلي أو جعفري أو إباضي، سلفي أو صوفي، مسلم أو مسيحي، وهذا في الدنيا، إلا بقدر ما يخلص للأمة ويمنح من نفسه وماله لخدمتها وكرامة أفرادها وعزة أبنائها ورفعة شأنها، ينعقد هذا المؤتمر على وقع عالم ينذر بسخط الله وغضبه، ونزول عقابه حيث انتشار الفساد والإفساد والكراهية والأنانيات وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ونادى كل عرق بعرقه وكل قطر بقطره، فرحين ببطاقة ممزقة للأمة، وبيارق متعددة، بعد أن كانت بيرقاً واحداً، مع أن النص القرآني المقدس قرر أن هذه الأمة أمة واحدة، في حين أننا نشاهد الغرب مع تعدد أعراقه واختلاف لغاته وتباين معتقداته ممنوع أن يتكلم بمفرداته، وحد اقتصاده وحدّ حدوده وأوضح هدفه: (أمن إسرائيل وسرقة ثروات الأمة العربية والإسلامية)، أمعن فينا قتلاً وتشريداً وتمزيقاً، وهو اليوم يجاهر بالعب فينا دون خوف ولا وجل، يحاول إعادة تشكيل دول المنطقة على خلفيات مذهبية وطائفية وعرقية من أجل صراعات مستمرة، تسفك فيها الدماء وتستمر الحروب بين الأخوة وأبناء الأمة الواحدة، وتبقى إسرائيل الأقوى والملاذ للجميع، وها هي الفتن في عالمنا العربي والإسلامي والفوضى الخلاقة التي وعدنا بها الغرب الحاقد، فإن لم ينجح في إحداث التآكل الداخلي -كما يحاول اليوم في سوريا واليمن- تدخل بطائراته وأسطوله وقاذفاته للتدمير والقتل والهدم كما في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا.

إن أهل التصوف هم الأجدر بوقف هذه الحروب المشتعلة، وإعادة فلسطين وبيت المقدس، قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} سورة التوبة-الآية111.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل