الحدود.. فرضها وخرقها والغاؤها

الخميس 23 أيلول , 2021 10:51 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

قوتان، ليست دولا، خرقتا حدودا متعددة:

لبنان وسورية والعراق معا وكلاهما تتجهان نحو إيران، الاولى لتهاجمها والثانية متحالفة معها:

هما داعش وحزب الله! 

ودول خرقت الحدود واحتلت بلادنا هي اميركا وإسرائيل ومعهما احلاف متعددة الجنسيات من دول ومرتزقة.

لم يعترض "المجتمع الدولي" المزعوم على داعش بل مكنها ومولها وسلحها، ثم هرب ويهرب ويحمي فلولها بقواعده وطائراته، بعدما هزمهم حزب الله عبر الحدود كلها فاستسلموا واخرجهم بالسيارات بأخلاق معاملة الأسرى وقوانينها.

فضج العالم!

واليوم تلغي المقاومة الحدود، كما الغاها الجيش العربي "جيش الثورة العربية الكبرى" عام ١٩١٨، بقيادة الأمير فيصل بن الحسين الذي انطلق من مكة والحجاز، محررا، فلاقاه ثوار المقاومة من دمشق وبعلبك وبيروت وفلسطين، الى شرقي الاردن بقيادة رستم حيدر رئيس"الجمعية العربية الفتاة" وأعلنوا "الحكومة العربية" من دمشق التي دخلوها سلما محررين من العثماني، فانضَمت إليها بيروت وبعبدا طوعا وسلما. ثم دخلت جيوش الحلفاء حربا بقصف بيروت، وأعلنت تقسيم البلاد حربا في معارك رياق وبعلبك والجنوب وميسلون وجبل العرب ١٩١٨-١٩٢٥، وكرسوا "اتفاقية سايكس بيكو"  و"وعد بلفور" لليهود بدولة في فلسطين، وخانوا عهودهم ووعودهم للعرب...

فكانت حدود فرضها الأعداء بين لبنان وفلسطين وسورية والأردن والعراق والحجاز والكويت التي أعلنت كدول وهي ليس دولا..

بالأمس أعادت المقاومة مسح الحدود وفتحها سلما باعراس شعبية من عطاش جياع محاصرين محرومين ينتظرونها في جبل لبنان كما كانوا في مجاعة الحرب العالمية الأولى ١٩١٤-١٩١٨! الذين يشهدون هجرة أبنائهم كما شهد ها قبلا! 

نعيش اليوم فرحة استكمال رحلة رستم حيدر وعمر الداعوق (رئيس حكومة بيروت العربية) وحبيب باشا السعد (رئيس حكومة بعبدا العربية) بمسح الحدود وفتح البلاد على بعضها رغم أنف المستعمر القديم والغازي الحديث والحصار وقلة ازلام لهم في الداخل..

هذا هو الحل المشروع والنموذج السلمي لحل قضايا بلادنا.. هو محور المقاومة يحرر البلاد حربا ويطرد المحتل مهزوما "بلا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف" كما قرر العرب بقيادة جمال عبد الناصر رغم هزيمتهم في "حرب ٥ حزيران ١٩٦٧"..

محور يفتح الحدود سلما بين الأهل والاشقاء ويجعلها بردا وسلاما ودفئا وغذاء..

وهكذا تقوم وحدة واتحاد بين أحرار محررين وتزول الحروب الداخلية المفتعلة وينهزم الغزاة تحت سطوة وردع المقاومة فتصبح فلسطين والقدس أقرب للتحرير خلافا لشعارات وأفعال الرجعية العربية التي سمت نفسها "الاعتدال العربي" بوجه "حركة التحرر العربي" بعد عبد الناصر وادخلت المحتل الأميركي للخليج والعراق ٢٠٠٣ ومصر وليبيا والسودان والصومال ولبنان تباعا كما أدخلت إليه إسرائيل ١٩٨٢وفعلت المجازر في كل بلد كمجازر صبرا وشاتيلا في مثل هذه الأيام على يد العدو و"ميليشيات القوات" المسماة لبنانية!

أن خط التحرير والغوث الممتد سلما بناقلات النفط والغذاء والدواء من إيران إلى لبنان بعد طرد إسرائيل وأميركا وداعش، يمثل خط التحرر العربي والإسلامي والعالمي سلما وامانا وحرية وسيادة للشعوب في أوطانها ومع جيرانها وإخوانها الاقربين والابعدين، بوجه الحروب والفتن العنصرية الطائفية والتطبيع والصلح مع العدو ضد الأخ والجار وتقسيم البلاد وسياسات الفساد وسرقة أموال الشعوب وثرواتها الغذائية والمعدنية والنفطية..

هذا نحن بحركتنا المقاومة وسلمنا الداخلي والعربي والإقليمي والعالمي
وهذا هم، بما هم!

 

د. مصطفى سليمان

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل