الإقطاعيون.. خرجوا من الباب نواباً، وعادوا من الطاقة ثواراً ! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 13 تشرين الأول , 2021 10:36 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أمام بدء التسريبات عن تحالفات إنتخابية، بين النائب المستقيل ميشال معوض وكل من مجد بطرس حرب وسامر جورج سعادة، والتحالف الثابت بين النائبين طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن، اكتملت مشهدية الإقطاع العائلي أيضاً على الساحة المتنية، بإمكانية تحالف النائب المستقيل سامي الجميل مع ميشال الياس المرّ.
ربما يُفترض بثوار 17 تشرين الوقوف على الأقل بصفة مراقبين، لهذه لمشهدية وسواها، هم الذين يرفضون مبدأ التوريث السياسي، وتقع على عاتقهم ربما مسؤولية إقناع أمثال "الجميل أبناء عم" والنائب المستقيل نعمت افرام، أنه لا يجوز لِمَن كان أباًّ عن جدّ في السلطة، وغادرها من باب مجلس النواب مُستقيلاً، أن يعود بشخصه من الطاقة ثائراً، لأن مهزلة تمثيل الدور الثورجي على الثوار، يجعل منهم عن حق وحقيقة ذلك "الشعب الغفور" الفاتح شدقيه لكل مَن يخطب فيه بالعفة.

نحن ندرك أن الإنتخابات النيابية في العام 2022 سوف تكون غير مسبوقة، ليس من ناحية بعض الترشيحات البالية، بل من كمية الغدر التي سوف تحصل خلف العازل، سيما وأن البرامج الإنتخابية غائبة عن مسرح الكذب، والمهرجانات الإحتفالية لن تجد جماهيرها، والدفع الذي كان يتمّ في الزواريب الليلية قبل أية انتخابات سابقة، سوف يكون علي عينك يا ناخب، لكن العرض أقل من الطلب بكثير، والأمعاء الخاوية لن تستمع سوى لمَن يفرش الأخضر الأميركي، وزمن موائد السندويشات قد انتهى لأن "الجوع العتيق" يجتاح البشر على امتداد الخارطة اللبنانية، ولا ضمانة لأي صوت عندما يقف خلف الستارة.

هو الإنتقام بأخطر مراحل انفجاره، سوف يحصل خلال اليوم الإنتخابي الطويل، ومَن نفضوا أيديهم من أفعال السلطات المتعاقبة التي كانوا أو كان آباؤهم شركاء فيها، لن يستطيعوا نفض الأيدي من أدائهم الشخصي الهزيل قبل أن يستقيلوا من مجلس النواب، والخطابات ليست إنجازات، ولا المعارضة السلبية إنجازات، ولا التصويب على الخصوم السياسيين يوصِل أحداً الى المجلس النيابي، والنهج الذي اعتمدته "القوات اللبنانية" على سبيل المثال لن يُضخِّم من حجم كتلتها الحالية، بل بالعكس، سوف تدفع أثمان معارضة خاوية تُقلِّص من حجمها النيابي.

وقد يراهن البعض على أموال إقليمية إنتخابية، سواء كانت بالدولار أو بالريال السعودي، لكن السعودية لا تعنيها تلك الكتل النيابية التي راهنت عليها سابقاً وخاب ظنها بها، ولا الأزلام الذين صُرفت عليهم ثروات لإصطياد رأس المقاومة في الداخل اللبناني قادرون على اجتذاب أصوات خفتت فيها الحماسة، وجسّ النبض الشعبي على الأرض قبل طرح أسماء المرشحين في البازارات الإنتخابية، أجدى من "رشّ" العملة في غير مواضعها،والمسألة لا تكمن في مشكلة الناس مع الإقطاع العائلي، بل مع الإقطاع السياسي أيضاً تحت مظلة حزبية، وبالتالي، حتى الكُتل الحزبية الكبيرة، ستجد نفسها مُلزمة بتغيير بعض الوجوه، حتى ولو على سبيل الديكور، ليس لتجميل صفحة عجزها عن محاكاة أوجاع الناس، بقدر ما هي حاجة لترميم قباحة الصورة، والصناديق سوف تبوح بكل المكنونات، والصفعات الشعبية على وجه التقليد السياسي اللبناني غير مستبعدة...
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل