جعجع (میكروب) على رأس شعرة في رأس حزب الله

الثلاثاء 19 تشرين الأول , 2021 11:22 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

لا يختلف كثيرون ان كل خطابات الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، تاريخية، لان هناك جديدا في كل خطاب، ما يجعل التاريخ مجبرا على الانحاء امام هذا الرجل العظيم الذي اقتحمه من اوسع ابوابه، ودوّن فيه غصبا عنه، صفحات ماسية، بمواقف رجولية مشرفة، خدمة للبنان ومصلحته، وبات معها سيد المقاوم، جزء لا يتجزأ من تاريخ لبنان والمنطقة.

خطاب السيد هذه المرة، سيد الخطب منذ سنوات، حدد فيه بشكل مفصّل المواقف الثوابت والمبادئ، من القضايا الداخلية، باربعة امور اساسية:
1- لن ندخل او ننجر الى حرب اهلية ولو كانت الاثمان باهظة
2- الحفاظ على مؤسسة الجيش ثابتة من ثوابتنا، ومحاسبة افراد مرتكبين منه، لازمة لن نفرط فيها
3- لدينا فائض قوة يمكن ان نواجه به المنطقة وليس (صيصان) مأجورين، همهم الاعتياش والارتزاق على دماء وآلام الشعب اللبناني، ودمار البلد، خدمة لدول خارجية.
4- سكوتنا عن جرائم ومجازر ترتكب بحقنا، ليس ضعفا ولا جبنا ابدا، وان لم تقتص الدولة عدلا من المجرمين بحقنا، من كانوا، فعندها "لكل حادث حديث" يعني نحن من سيقتص، لان "دمنا ليس حبرا" كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وقد قال السيد نصر الله" هذه المشكلة تحتاج الى حل، فهذا اللغم الذي استوعبناه يوم الخميس (اي يوم المجزرة)، يمكن ان ينفجر باي لحظة من اللحظات وباي منطقة من المناطق وباي وقت من الاوقات"
ثوابت تحمل رسائل للداخل اللبناني والخارج مفادها على المستوى الداخلي اللبناني:

ان من يريد الحرب الاهلية في لبنان، غير قادر على حسمها، وإن تجرأ على اشعالها، منتشيا، بوجود (15000 عنصرا قواتي لديه، فسيسحق ويمحى من التاريخ، بمئة الف مقاتل (اعتقد ان الامر لا يحتاج مع القوات لاكثر من الف فقط وبزيادة). وعندها سيدخل حزب القوات في التاريخ ايضا، لكن من بابه الاسود، وسكيت التاريخ انه كان هناك حزبا في لبنان يسمى القوات اللبنانية، حاول اشعال حرب اهلية، خدمة لاجندات خارجية، فجاء من (حذفه) من الارض بسرعة البرق، واعاد السلام والامن والمحبة الى اللبنانيين، جميع اللبنانيين.
والرسالة الاخرى، موجهة ايضا الى من يهمه الامر، بألا يراهن على الخارج،
فها هي الولايات المتحدة تفر من المنطقة مهزومة، والسعودية تستجدي حلا لهزيمتها التاريخية في اليمن، والاسرائيلي يبني اسوارا تقيه خطر المقاومة. وكل هؤلاء مع عشرات الدول في العالم، فرضوا حربا كونية على سوريا والعراق واليمن وجاءوا بالتكفيريين من كل حدب وصوب مسندوين باموال عرب البترودولار، ورغم ذلك كله، منيوا بالهزيمة والفشل، فاي قزم يريد ان يرفع نظره اعلى من كاحل حزب مارد، حقق كل هذه الانتصارات المفصلية التاريخية في المنطقة بعد ان طرد الاحتلال الاسرائيلي مدحورا عن معظم اراضي لبنان.
غير ان الرسالة المهمة كانت الى الجيش اللبناني، وهي انه صحيح ان ثوابت الحزب، الحفاظ على هذه المؤسسة الموحِدة للبنانيين، ولكن هذا لا يعني ان يقوم افراد او ضباط منها بتنفيذ اجندات سياسية وحزبية او خارجية، دون ان يحاسبوا. وان لم يحاسبوا، ففي هذه الحال (لكل حادث حديث). صحيح نحافظ على الثوابت ولكن لن سكت عن المرتكبين من صفوفه لان ذلك حق مكتسب ومكرس ، وهذا ما اراد السيد نصر الله قوله.
يعني ان بيان الجيش الثاني، الذي تحدث عن اشكال واشتباك بين المتظاهرين، بعد ان اكد البيان الاول، ان المتظاهرين تعرضوا للقنص، يجب ان يُعرف من يقف خلفه؟ ولماذا تغيّر؟ ومن هي الجهات الدافعة الى كتابة البيان الثاني، سواء كانت داخلية او خارجية ؟
ايضا ان الجندي الذي شوهد في الفيديو وهو يصوّب بندقيته نحو متظاهر ويقتله، تجب محاكمته وانزال الحكم العادل فيه، ويجب ان يُعرف من هو؟ ولماذا قتل؟ وهل قام بهذه الجريمة منفردا ام احد اعطاه الامر؟ ومن هو الذي اعطاه الامر؟....الخ

الى اللبنانيين عامة كانت رسالة التطمين، مفادها، ان من يخوفكم من حزب الله، هدفه جركم الى حرب مع الحزب والى حيث يريد، فالحزب وتاريخه، يشهدان، باحترامه للجميع، سواء في الداخل او الخارج، وخصوصا للمسييحين. فهو الذي دافع عنهم من بطش جماعة داعش الوهابية الارهابية في لبنان وسوريا وحتى العراق، وهو من حماهم من التنكيل والتهجير، وقدم الكثير من التضحيات لاجلهم.
الرسالة الاهم كانت لشريحة المقاومة، وهي ان استراتيجية الحزب ومبادئه، الحفاظ على الارض والعرض واستقلالية لبنان وحمايته من الاعداء، وفي سبيل ذلك، ترخص التضحيات، ولكن من يمس بهذه الشريحة، يمس بقائدها بذاته، وبالتالي، لا يمكن التنازل على حقها، مهما كلفت الاثمان، لكن دون الإضرار بالاستراتيجية.

-رسالة الخطاب التاريخي لسيد المقاومة، الى الخارج:
جاءت عالية الصوت والنبرة، وهي ان رهانكم على اي طرف لبناني في افتعال حرب اهلية "فاشل"، وخصوصا على "القاتل المجرم السفاح التقسيمي" سمير جعجع المنبوذ من مجتمعه قبل المجتمعات الاخرى، لا سيما وان تاريخه الدموي طال المسيحيين قبل المسلمين، وان كل حروبه في الداخل، كانت فاشلة باعتراف الجميع، لذا فان سيد المقاومة قال له "خذوا العبرة من حروبنا وحروبكم ". وتاليا فان اي شرارة تضرب لبنان، ستصل نيرانها حتما الى من اضرمها.
لذا على جعجع الا يراهن على الخارج وعلى الخارج الا يراهن على جعجع الذي ورم رأسه من كثرة المال السعودي، فحسب رأسه كبيرا وتوهم انه مدرك لقدرات وامكانيات حزب الله.
وعليه فان، ان سمير جعجع (میكروب) على راس شعرة في راس حزب الله، لا يرى سوى سطح راس هذه الشعرة الواحدة، اما غير ذلك ودون ذلك، من شَعْر وراس وجسم وايد وأرجل وما فيهم وما عليهم..الخ، فلا يراه.. فتخيلوا منظر المیكروب، وهو يحسب نفسه شيئا...

د حكم امهز ـ خبير في شؤون الشرق الاوسط

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل