الانبطاح التركي .. والتطبيع مع "إسرائيل" ـ محمود الأحمد القادر

الأربعاء 05 كانون الثاني , 2022 10:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ليس جديداً عليه؛ لأنه من أسرة "الذئاب"، المكر والخداع طبعه، اصطنع ليرة على أنقاض حلب وريفها، وما نهبه منها والشمس في كبد السماء، فكبر رأسه ونفخ صدره وبدأ يتطاول على من وضعه في منصبه، إلا أن الأخير لم يعجبه ذلك فهز له العصا، وقف أردوغان موضع المحتار وهو بين فكي "تمساح"، ليختار الأسهل والأحن، وصواريخ s-400 من روسيا، والتي قال فيها: "لا تحتاج تركيا لموافقة أي طرف من أجل الوفاء بمتطلباتها الدفاعية، ناهيك للضغوط الخارجية"، وكأنه أصبح بطلاً حقيقاً متأثراً بأفلام الهند البلوودية، ولم يحسب حساب مدينة إدلب ومدينة جرابلس وما قد يفعل به الأميركي إذا أراد، والمستغرب أن في كل إطلالة له يتلو متلعثماً آيات من القرآن؛ ليوصل فكرة للمسلمين أنه الفرج المنتظر، لتنطبق علينا المقولة "أكل بعقلنا حلاوة"، نوايا مليئة بالمخاطر يمارسها "الذئب الماكر" مجهزاً نفسه عسكرياً، وناشراً قواته على الحدود السورية - التركية، ومحتلاً بعضها بذريعة الرحمة والوفاء للشعب السوري، وكأنه وصي "شرعاً" على السوريين وعلى أراضيهم، منطبقاً عليه المثل: "قتل القتيل ومشي بجنازتو"، إلا أن الذي لقنه الآيات التي تلاها في خطابه الشعبي لم يسمعه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

بقي محتفظاً باستقلال تركيا خارجياً، أي لا أحد يملي علينا ما نفعل، ونسي الليرة في حضن الأميركي، الذي لم يوفر طعنة لها في الصميم،  متناسياً جميع الخدمات التركية "الأردوغانية" لأميركا وللكيان الصهيوني، ولم يكتف بهذا بل وضعها في الزاوية ولم يترك لها متنفساً، لتبدأ وتستغيث لكن بعبارة أخرى، عبارة لا يعرفها سوى المطبعين والمنبطحين عند نعال الصهاينة، حلة ليست بجديدة لرئيس تركيا "أردوغان" إنما بتصميم صهيوني لا دخل للأميركي به، حلة أهداها له حاخامات يهود استقبلهم الرئيس "المنبطح" في قصره بأنقرة، والذي وعدهم بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، وقال بحسب صحيفة عبرية: "ستبقى العلاقات بين تركيا وإسرائيل قوية على الدوام" مضيفاً بحسب ما ذكرته الصحيفة العبرية "العلاقات الاقتصادية بين البلدين (تركيا وإسرائيل) أقوى من أي وقت مضى وستستمر في النمو"، والسؤال هنا: هل سيستمر أردوغان بانبطاحه؟ أم سيصلح ما أفسده من اثني عشر عاماً مع دمشق ويعيد ما سرقه من المحافظات السورية؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل