حقائق الإسلام وأباطيل خصومه || العقيدة في الإلهية

الثلاثاء 01 آذار , 2022 10:24 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

حقائق الإسلام وأباطيل خصومه

  العقيدة في الإلهية

الدكتور عباس محمود العقاد 

 

العقيدة في الإله رأس العقائد الدينية بجملتها وتفصيلها، من عرف عقيدة قوم في إلههم فقد عرف نصيب دينهم من رفعة الفهم والوجدان، ومن صحة المقاييس التي يقاس بها الخير والشر وتقدر بها الحسنات والسيئات، فلا يهبط دين وعقيدته في الإله عالية، ولا يعلو دين وعقيدته في الإله هابطة ليست مما يناسب صفات الموجود الأول الذي تتبعه جميع الموجودات.

ولقد كان النظر في صفات الله مجال التنافس بين أكبر العقول من أصحاب الفلسفة الفكرية وأصحاب الحكمة الدينية، وقد كانت مهمة الفلاسفة أيسر من مهمة حكماء الأديان، لأنَّ الفيلسوف النظري ينطلق في تفكيره وتقديره غير مقيد بفرائض العبادة وحدود المعاملات التي يتقيد بها الحكيم الديني ويتقيد بها من يأتمون به من أتباعه في الحياة العامة والمعيشة الخاصة، فظهر بين الفلاسفة النظريين من سما بالتنزيه الإلهي صُعُداً إلى أوج لا يلحق به الخيال فضلاً عن الفكر والإحساس.

وجاء الإسلام من جوف الصحراء العربية بأسمى عقيدة في الإله الواحد الأحد، صححت فكرة الفلسفة النظرية كما صححت فكرة العقائد الدينية، فكان تصحيحه لكل من هاتين الفكرتين –في جانب النقض منها- أعظم المعجزات التي أثبتت له في حكم العقل المنصف والبديهة الصادقة أنَّه وحي من عند الله تعالى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل