البخاري.. مفتاح انتخابي ـ أحمد زين الدين

الجمعة 13 أيار , 2022 11:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في تغريدة عبر حسابه على تويتر، في 20 آذار الماضي، يقول السفير السعودي في لبنان وليد البخاري: "الهدهد صاحب النبأ اليقين، سفير نبي الله سليمان إلى ملكة سبأ ورسالته: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم)".

السفير السعودي، أو هدهد الملك سلمان، يطير عندنا في لبنان في كل الاتجاهات بقاعاً، شمالاً، جنوباً، جبلاً، وعاصمة، ولا يترك رئيس لائحة ولا مرجعاً دينياً أو سياسياً إلَّا ويلتقيه، ودائماً طبق الانتخابات اللبنانية على مدار زياراته.

الهدهد الديبلوماسي، يزور، ويستقبل، يزور كل "السياديين جداً جداً" من سمير جعجع إلى فؤاد السنيورة، إلى ميشال ضاهر وهلم جرا... ويستقبل في مكتب سفارته أو في دارته، أو في مضاربه في موقف سيارات إقامته، الربع، والقبائل السياسية، من الصغار والكبار.

حتى كبار المسؤولين لا يتوانوا عن لقاء سعادته، حتى وإن كان مخالفاً للأصول البروتوكولية والديبلوماسية، كأن يقوم رئيس مجلس وزراء الدولة اللبنانية بزيارة سفير، حيث تواضع الرئيس ميقاتي وزار سعادته في منزله في اليرزة في 11 نيسان الماضي، وقال في حضرته: " سعدت جدا هذا المساء بلقاء سعادة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الصديق وليد البخاري. وسعادتي نابعة من عودته الى لبنان بعد هذا الغياب القسري، وقد سمعت من سعادته حرص المملكة، ملكا وولي عهد وقيادة،على دعم لبنان وان تكون دائما الى جانب لبنان".


وتحدث عن الشراكة الفرنسية- السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان (هذا الدعم سيكون بعيداً عن مؤسسات الدولة)، وقال ان عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني.

هذا هو عنوان شهر رمضان، شهر الرحمة والتعاضد ومناسبة لشد اواصر المحبة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية، والتعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين".

وثمة سؤال هنا: ماذا لو قام السفير الإيراني في لبنان، أو السفير السوري، أو الروسي، أو البيلاروسي، بمثل جولات هدهد السعودية الانتخابية فماذا كان فعل وقال "سياديو لبنان جداً جداً".

أكيد أكيد كانوا أقاموا الدنيا وأقعدوها، حرصاً على "حرية وسيادة وحياد واستقلال لبنان".

ببساطة يحضرني هنا قول الكسي دو توكفيل (1805 – 1859) وهو منظر سياسي فرنسي، اهتم بالسياسة في بعدها التاريخي: "ان الديمقراطية مثل أولاد الأزقة تربي نفسها بنفسها".. لكن عندنا يبدو أن الديمقراطية لا تليق حتى بأولاد الأزقة، فرسائل الهدهد خير دليل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل