اتحاد الجاليات ... نقاش في المصطلح ـ رامز مصطفى

الثلاثاء 24 أيار , 2022 10:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في البحث عن الخلفية التي انطلق منها مؤسسو اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا، لتسمية اتحادهم بهذه التسمية، التي برأي الكثيرين تمثل إشكالية لجهة أنّ مفهوم هذا المصطلح لا يتوافق مع مفهوم اللاجئين، من خلفية أنهم قضية محورية في قضيتنا الفلسطينية وعناوينها الوطنية.

في خضم البحث وقعت يدي على مقالة للرفيق والصديق صبري حجير كان قد كتبها في نيسان من العام 2007 بعنوان "في التنظيم الجماهيري الشتات ، الجاليات ، اللاجئين". من الواضح أنّه بذل جهداً مشكوراً لجهة توضيح مفهوم المصطلحات الثلاثة عنوان المقالة منعاً للخلط بينها، والوقوع في أخطاء سياسية وقانونية، خصوصاً عند وضع البرامج والهياكل التنظيمية ، وعند الإشارة للحقوق السياسية كما كتب. وبدأ في وضع الشروح لكل المصطلحات الثلاثة، التي استوقفني منها تناوله الجاليات التي لا فارق خلاف، فيما ذهب إليه من توصيف في شق منه، ولكن في الشق الأخر مما ينطبق على الجاليات الفلسطينية هناك خلاف، لأنّه يرى أنّ ما ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين في الوصف العام أنهم كمثيلهم من اللاجئين المهاجرين الذين تشرف عليهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من خلفية أنّ المهاجرين الفلسطينيين يعتمدون في إقاماتهم بتلك الدول على قوانين الهجرة الدولية التي تشرف عليها المنظمات الإنسانية الدولية.

بتقديري أنّ وجهة نظر صديقنا صبري حجير وهي محترمة بالتأكيد، ولّكن وإن كان اللاجئون الفلسطينيون في المغتربات يعتمدون في إقاماتهم على قوانين الهجرة الدولية ولكنني أرى: -

1. أنّ ذلك لا ينفي أصل وجذر وصول هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين إلى الشتات القريب أي المحيط بفلسطين، أو الشتات البعيد نحو الدول الاوربية وغيرها. بمعنى أنّ الحركة الصهيونية ومشروعها الإجلائي الاحلالي على أرض فلسطين عام 1948 هو أصل وجذر اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

2. إنّ الجاليات المنتشرة في الكثير من الدول هي امتداد طبيعي لأوطانها وبلدانها، وهذا لا ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين الذين لا دولة مستقلة لهم. فالسلطة الفلسطينية جاءت نتيجة اتفاقات "أوسلو" التي أهدرت وتنازلت عن 78 بالمائة من أرض فلسطين، وما تبقى منها يتم التهامه بالاستيطان والمصادرة والتهويد والمحاصرة والتجويع والقتل والاعتقال.

3. في ظل السعي الأميركي الصهيوني الدؤوب لتصفية قضية اللاجئين وشاهدها الحي منظمة الانروا، بهدف تحويل ونقل هذه القضية المحورية والإستراتيجية والسياسية بامتياز إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كقضية إنسانية لا سياسية من أجل تصفيتها على طريق "يهودية الدولة القومية للصهاينة". وطالما أنّ الجهود المبذولة أميركياً وصهيونياً تصب في هذا السياق، ما الحكمة في إطلاق مصطلح الجاليات على الفلسطينيين في المغتربات أو في دول الاغتراب الأوربي وغيره.

4. نحن لا يساورنا أدنى شك في أنّ الاتحاد والقائمين عليه، وكل أبناء شعبنا هناك ، هم ليسوا متماهين بل هم منصهورون في روح وقلب قضيتنا. وهم موضع تقديرٍ عالٍ لما يبذلونه من جهود في معركة إثبات الحق الفلسطيني، وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا. وذاك التأثير المتنامي في الرأي العام الأوربي وحتى الأميركي المتعاطف معنا والداعم لحقنا. والمطلوب إعادة النظر في المصطلح حتى لا يتلطى خلفه من يرى فيه ضالته المنشودة في التمادي بعيداً نحو خلق البدائل لحق العودة، سواء كان توطيناً أو تعويضاً وحتى تهجيراً.

النقاش حول المصطلح بما جاء في مقالة عزيزنا صبري حجير الذي نكن له كل الاحترام، ومن خلاله إلى كل المنخرطين والناشطين في الاتحاد. فإنّ هذا النقاش بالصوت المرتفع بالتأكيد لا ولن يفسد في الود قضية، وقضيتنا بهذا المعنى كيف نعمل جميعاً على حماية وصون حق العودة والتمسك به، من دون أن نعطي الآخرين المسوغات والمبررات في القفز على هذا الحق المقدس الذي لا يعلوه حق.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل