مجلس النواب .. نقلوا السواتر من محيطه الى الداخل ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 25 أيار , 2022 09:21 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

حقائق لا مجال لإنكارها، بعد إعلان أسماء أعضاء المجلس النيابي اللبناني الجديد، بصرف النظر عمَّا ستحمله الطعون لاحقاً، ولعل أوَّلها إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس، وثانيها التصريح الواضح للسفير السعودي وليد البخاري عن "سقوط رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية"، وثالثها الصورة التذكارية التي شاءها "نائبا الثورة" نجاة خطار عون ورامي ضو من محيط المجلس خلال رفع السواتر منه، في ما يُشبه بالنسبة لهما هدم جدار برلين!

أولاً في انتخاب رئيس المجلس: إرادة الثنائي الشيعي أنه سيكون الرئيس نبيه بري - ما دام مرشحاً - بصرف النظر عن الأصوات التي سينالها، وكفى مكابرة من سائر الكُتل والنواب، وانتخابات نائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس تدخل ضمن سلَّة واحدة ولكن، حتى رئاسة المجلس للرئيس بري باتت تفصيلاً، أمام هلوسة بعض النواب "الثوريين"، أن الدستور يسمح بانتخاب رئيس المجلس من خارج الطائفة الشيعية، وهذا الطرح الخطير، يُبيح تسمية رئيس حكومة غير سنِّي، وانتخاب رئيس جمهورية غير ماروني لا بل غير مسيحي، وهذا حلم بعض الجهات المذهبية في لبنان، عندما أعلنت منذ سنوات، أن إميل لحود يجب أن يكون آخر رئيس مسيحي في لبنان، ولذلك، فإن جنون "الثوار" لن يقلب الطاولة على كراسي السلطة فحسب، بل يجرّ البلاد الى مؤتمر تأسيسي يستلزم عاماً كاملاً للتوافق على مَن يحضره من ملوك الطوائف، تحت طائلة حصول حرب أهلية قبل إنعقاده!  

ثانياً في تصريح السفير السعودي، فإننا لا نعتقد أنه يعني بسقوط رموز الغدر والخيانة، الوجوه البرلمانية اللامعة التي غابت عن الساحة من أمثال فيصل كرامي وإيلي فرزلي، أو منع وئام وهاب من الوصول الى البرلمان، بل هو يعني تحديداً كل من يمِتُّ الى سعد الحريري بصلة، سعد الحريري الذي وصَّفته صحيفة عكاظ السعودية مؤخراً بأبشع النعوت، نتيجة عدم تنفيذ المطلوب منه سعودياً عن قصد أو غير قصد في مواجهة حزب الله، ودفع الرجل الثمن إقصاءً عن السراي وعن النيابة وعن الحياة السياسية، التي لا عودة له إليها في المدى المنظور، ويحتاج لو عاد يوماً الى ضخّ المال بكثافة غير مسبوقة لإعادة جمع جمهوره حوله.

ثالثاً في حماسة ممثِّلي الثوار لدخول المجلس، فهُم قبل الترشيح فشلوا في التموضع بلوائح موحَّدة، وبعد الإنتخاب فشلوا في التوافق على كتلة تحت مُسمَّى "كتلة 17 تشرين" أو أي مسمَّى آخر، والأزمة الكبرى التي ستنقل السواتر من محيط المجلس الى داخله، هي في هذا الزهو الفارغ بإعلان كل نائب فائز من الثوار أو المستقلِّين أنه سيبقى مستقلاً، بما يعني أن كل نائب سوف يُغرِّد على مزاجه دون أن يستطيع فعل شيء بمفرده، خاصة أن مَن فازوا في الإنتخابات ببضع عشرات أو مئات من الأصوات باتوا قانونياً وشرعياً بحجم نائب فاز بعشرات آلاف الأصوات، و"النواب الثوار" عُرضة كما المستقلِّين، لأن يكونوا ضمن تحالفات غير مُعلنة داخل المجلس النيابي، لمواجهة حزب الله و"سلاح المقاومة"، وبدعم سعودي، ليكون دورهم في المرحلة المقبلة إلهاء الناس عن الأزمات المعيشية الخانقة، بالتنظير الكلامي غير المجدي، بأسلوب "ساكن معراب"، الذي فشِل لغاية الآن باستقطاب أي ثوري أو مستقلّ الى تكتَّل الجمهورية القوية، لكنه سيكون رأس الحربة التي سيتراصف خلفها الجميع للهجوم على سلاح المقاومة، وصولاً الى الفوضى إن لم نقُل أكثر...

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل