خلافات اللبنانيين: من جنس الملائكة الى المثليَّة الجنسية! ـ أمين أبوراشد

الثلاثاء 28 حزيران , 2022 03:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بدايةً، لا يحقّ لأيٍّ كان النُطق بأية شكوى حول حرية الرأي والإعلام في لبنان، إذ لا بلد يُعاني من الفلتان في التعبير عن الرأي قبل زمن مواقع التواصل وبعده، أكثر مما نُعاني، وقطع الرؤوس الحاصل في معظم دول الجوار لمَن يتجرأ على رأس الدولة، تكتفي رئاسة الجمهورية عندنا بإصدار بيانات توضيحية، فيما بات يُشبه رمي الورود على مَن يتطاول على الدولة ومقاماتها برمي الحرام، خاصة بعدما اختلط الحرام بالحلال منذ أن حصلت ما تُسمى "ثورة 17 تشرين"، وأنتجت لنا في أيار الماضي "نواباً تغييريين" أقل ما يُقال ببعضهم أنهم نائبة النوائب.

وكي لا نستخدم كلمة مُعاقين، إحتراماً منا لذوي الإحتياجات الجسدية الخاصة، ولأن الإعاقة هي في الفكر والروح وليست في الأجساد نتساءل، عن جدوى طرح مسألة غير طبيعية وغير مألوفة لا بل هي مرفوضة، ليس فقط من المنطلق الديني والتربوي والأخلاقي، في ثورة من نوعٍ آخر، لشياطين شاذين مُقزِّزين وغير طبيعيين، يُطالبون بحقوق جماعة "المثليَّة الجنسية".

إننا كدنا نربأ بأنفسنا ذكر هؤلاء المنحرفين في مقالة، تفادياً للتقيوء الذي نشعر به وقد يشعر به القُرَّاء الكرام، نتساءل ونسأل كل نائب أو مسؤول في هذا البلد: ألم يعُد لدينا أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية لا بل وجودية في لبنان، لِيُغفلها المُغفَّلون ويتلهُّون بمطالب هي أصلاً لا يجوز أن تكون قابلة للبحث في أي بلدٍ لديه بقايا قِيَم، دون أن ننكر وجود هذه الشريحة وسط مجتمعنا، المريض بهذه الحُثالة التي ترتكب المعاصي ولا تستتر ولا تخرس على الأقلّ؟؟!!!

نحن لا نختلف مع هؤلاء، لأننا أكبر من أن نجعل منهم خصوم فكر ودين وتربية، بل نحن نختلف مع كل مسؤول فارغ من مضمون العقل عندما يسمح لنفسه بالحديث عن حقوق ساقطة رخيصة، فيما الشعب اللبناني يعيش مثلية الجوع والقهر واليأس والهُجرة، وكأننا في هذا البلد "الديمقراطي" لا نفقه من الديمقراطية سوى الإختلاف الى حدود الخلاف منذ تأسيس ما تُعرف بالجمهورية اللبنانية.

على كل شيء في لبنان نختلف، لكيديات طائفية وسياسية ومصلحية، ومتى تعذَّر وجود مواد خلافية نستوردها من الخارج. نختلف على أميركا والصين، وعلى روسيا وأوكرانيا، وعلى إيران والسعودية، وعلى الحرب في اليمن، وحشرنا أنفسنا في الحرب على سوريا ولو تستَّر البعض بالحفاضات والبطانيات. كما نختلف على أي شأن عام داخلي، حتى على الحكومات التي نهبت البلد، وعلى كل استحقاق سياسي أو انتخابي، والمهم أن نختلف حتى على مصدر لقمة الخبز اليابسة.

آخر نقاطنا الخلافية - ويا شماتة كل الكون فينا - ، أن معظم القوى السياسية والكتل النيابية أحجمت في الإستشارات عن القبول بدخول الحكومة، ليس لأنها قصيرة العمر إفتراضياً ولن تُحقق إنجازات، بل لأنهم يعتبرونها "غير حرزانة" أو ربما غير مربحة على المستوى النفعي المادي والمعنوي وقرروا الإكتفاء بالتفرُّج على روما من فوق تحترق ويحترق معها أكثر الشعب اللبناني.

في الخلاصة، لا يظُنَّن معظم أهل السياسة في لبنان أنهم سيرةً وسلوكاً هم أشرف من المثليين، لا بل ليس هناك مَن هو بقذارة بعض الأحزاب والزعامات التي تتمتَّع في لبنان برؤية "حريق روما"، والقلوب المتفحِّمة لا تعنيها أنَّة مريض ولا استغاثة جائع ولا دمعة أمّ على فلذة كبدٍ مُهاجرة، وآخر خبر نريده كما اللعنة على كل أهل السياسة، أن حكومة العدو الصهيوني قررت منذ يومين إعطاء منحة إسكانية لكل المحاربين القُدامى، وسمَّتهُم بالإسم "جنود جيش لبنان الجنوبي" الذين هربوا مع فلول العدو عام 2000، وها هي "إسرائيل" تُكرِّم عملاء وتؤمن لهم مساكناً، وشعبنا المقهور يشتهي الحلم بشراء شقة بحجم "علبة سردين" ويرحل أخيراً بمحفظة من أحلامه الى حيث هناك وطن، كرامة الإنسان فيه تبحث عن "المثليَّة الإنسانية"، بعيداً عن بلدٍ لم تعُد فيه مشاكل سوى تحصيل حقوق شياطين المثليَّة الجنسية ...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل