ذكر الله سبحانه وتعالى ـ بقلم: محمود الأحمد القادر

الثلاثاء 23 آب , 2022 10:41 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

ذكر الله سبحانه وتعالى .. للذكر معنيان:

معنى عام، ويشمل كلّ أنواع العبادات، من صلاةٍ، وصيامٍ، وقراءةٍ للقرآن، وغير ذلك من العبادات والقُربات؛ لأنّها كلّها إنّما تُقام من أجل ذكر الله عزّ وجلّ.

معنى خاص، ويُراد به ذكر الله تعالى، بالألفاظ التي وردت عنه في القرآن الكريم، وعلى لسان رسوله الأمين صلّى الله عليه وسلّم، وهذه الأحوال لا نجدها إلا عند العارفين بالله سبحانه وتعالى، والآخذين بالطريق بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

لقد جاءت نصوص شرعية تبين فضل الذكر، ومنها:

قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب/الآية:35].

قول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة/الآية: 152].

قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد/الآية: 28].

قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [سورة آل عمران/الآية: 41].

قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة آل عمران/الآية191].

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل الذكر، منها:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: ((أَتُحِبُّونَ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " قُولُوا: ‌اللَّهُمَّ، ‌أَعِنَّا ‌عَلَى ‌ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)).

عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((‌يَا ‌مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ. قَالَ: "فَإِنِّي أُوصِيكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)).

جاء أعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه علمني شيئًا أقوله قال: ((قل: ‌لا ‌إله ‌إلا ‌اللَّه ‌وحده لا شريك له، (له الملك)، اللَّه أكبر كبيرا، والحمد للَّه كثيرًا، سبحان اللَّه رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا باللَّه العزيز (الحكيم)، قال: فقال الأعرابي: هذا لربي فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني)).

عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)).

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((‌مَثَلُ ‌الَّذِي ‌يَذْكُرُ ‌رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مثل الحي والميت)).

عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَكْثِرُوا ‌ذِكْرَ ‌اللَّهِ ‌عَزَّ ‌وَجَلَّ، حَتَّى يَظُنَّ الْمُنَافِقُونَ أَنَّكُمْ مُرَاءُونَ)).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ‌ذِكْرِ ‌اللَّهِ ‌عَزَّ ‌وَجَلَّ)).

ذكر الله عز وجل واجب علينا، في الصباح والمساء، فهو المعطي والرازق وهو على كل شيء قدير، والذاكر لله هو العبد الطائع لربه، المبتغي رضاه، والطالب لعطائه، والمستجدي فضله وإنعامه، وليس هناك من مقارنة بين العبد الذاكر والعبد الهامل، فالأول سمع بالأمر فأطاع الله سبحانه وتعالى وكسب رحمته وعطفه، والثاني سمع الأمر فأهمله فغضب الله عليه وأنزل عليه سخطه، وابتلاه بالفقر والمرض حتى يعود إليه، فإن لم يعد بقي هكذا حتى تفارق روحه جسده، ويلقى الله سبحانه وتعالى بصفة العصيان والعياذ بالله.

علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، بعد كل صلاة وقبلها، وفي السيارة وعلى الطريق، وفي البيوت والمكاتب والشركات، في عيادتك ومتجرك ودكانك، وقبل نومك وبعده، اذكر الله يذكرك، وراقبه تجده تجاهك، وإذا استعنت فاستعن بالله، وإذا عزمت فتوكل عليه، وإياك والعصيان فهو مدعاة للشر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل