صلاة الجماعة في المسجد سنة مفقودة ... سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الأربعاء 07 أيلول , 2022 10:41 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

سنة باتت مفقودة في أكثر المساجد، تدخل إلى مسجد كبير فلا تجد في الصلوات المفروضة ما عدا الجمع أكثر من عشرين إلى ثلاثين مصلٍّ، يزيدون قليلاً أو ينقصون، في مناطق للمسلمين، مكتظة بأسواقها، خاوية في مساجدها، وكأن المأذن لا ينادي "حي على الصلاة..حي على الفلاح"، يسمعون دون انتباه أو وعي، ويكملون نهارهم، حتى إذا وصلوا لآخر الليل، اشتكوا من ضيق الصدر، ونغزة القلب، والاضطرابات التي لا يكشفها أي تصوير أو تخطيط، ولا يحل عقدتها أي طبيب، وحلها يكمن في تلبية نداء المؤذن، وأداء الصلاة في المسجد، والتي لا تستغرق سوا عشرين دقيقة في أطول مدة لها، قال الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج – الآية 40].

وقد ورد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تحث على صلاة الجماعة في المسجد، ومنها:

الحديث الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً].

الحديث الثاني: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [‌أَعْظَمُ ‌النَّاسِ ‌أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ، أَعْظَمُ أجرا من الذي يصلي ثم ينام].

الحديث الثالث: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [‌مَنْ ‌مَشَى ‌إِلَى ‌صَلَاةٍ ‌مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى إِثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ]، وقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: الْغُدُوُّ وَالرَّوَاحُ إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ.

الحديث الرابع: عَنْ ‌عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [مَنْ ‌تَوَضَّأَ ‌لِلصَّلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ].

الحديث الخامس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، قَالَ: [لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا ‌وَلَوْ ‌حَبْوًا].

الحديث السادس: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: [‌مَنْ ‌صَلَّى ‌فِي ‌مَسْجِدٍ جَمَاعَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا تَفُوتُهُ الرَّكْعَةُ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِتْقًا مِنَ النَّارِ].

حرص الشيخ عبد الناصر جبري على صلاة الجماعة في المسجد في كل صلاة مكتوبة، وقلما يضيع صلاة في المسجد، إلا إذا كان مسافراً أو خارج مبنى كلية الدعوة الجامعية لمناسبة ما، فيدخل المسجد عند الإقامة ويصلي في الصف الأخير، لنظر من جاء لأداء الصلاة من طلاب العلم ومن تكاسل وبقي في غرفته في الطابق العلوي، ومن تخلف يستدعيه في الحال سائلاً إياه عن سبب تغيبه، ثم يحيل الأمر إلى الإدارة لتأخذ فيه أمراً، لتبدأ العقوبة بالإنذار، فإن تكررت مرات ومرات فصل من القسم الداخلي للكلية، وهكذا مع الجميع دون استثناء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل