جعجع المُستبعد عن بعبدا، والتنظير من بعيد! ـ أمين أبوراشد

الثلاثاء 04 تشرين الأول , 2022 01:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في إطلالته مؤخراً عبر إحدى الفضائيات الخليجية، ذهب السيد سمير جعجع في جولة بانورامية، من لبنان حتى إيران، وأدلى بدلوه في الأمور التي بحجمه، وأيضاً بتلك التي أكبر من حجم كل الإقليم.

وإذا كان حجمه يخوِّله مُناجاة نواب التغيير لإنتخاب ميشال معوض رئيساً للجمهورية في الجلسة المقبلة، فأي حجم له للحديث عن الداخل الإيراني وتمييز الأمور هناك، بين نزاع سياسي وصراع ثقافي، في دولةٍ هي أكبر أمَّة عقائدية في العالم، وهي قارة على المستوى الإقليمي؟!

بدأ حديثه، بأن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية سببه المشاكل الداخلية التي يعاني منها فريق حزب الله وحلفاؤه، وهنا نكتفي بسؤال السيد جعجع عن حال ما كان يسمى فريق ١٤ آذار، وأين أصبح تيار المستقبل، وعلى أي كوع وصل رئيس الحزب الإشتراكي، وبالتالي، ماذا بقي من ١٤ آذار لغاية تاريخه، وكيف أن نتيجة ٣٦ صوتاً نالها معوض في الجلسة الأولى، باتت في حسابات جعجع ٥٠ صوتاً، على أساس أن نواب التغيير في جيبه؟

وفي محاولته جذب نواب التغيير هؤلاء، ينتقد جعجع طرحهم لمرشح من خارج الإصطفافات ويرفض منطق "كلُّن يعني كلُّن" الذي يحمله التغييريون، ويعطيهم مثالاً أن "القوات" ليست كحزب الله، وهنا نُعطي جعجع الحق بالتمييز والتمايز عن حزب الله، لأنه فَعَلَ كل الفضائل هو وقواته، من قتل وتنكيل وتهجير ومعارك خائبة، وحزب الله ارتكب معاصي تحرير الوطن من الرجس الصهيوني عام ٢٠٠٠، وحقق النصر عام ٢٠٠٦ على هذا العدو، وطهر لبنان من الإرهابيين عام ٢٠١٧، ويد قيادته على الزناد خلف السلطات الرسمية المُفاوِضة لمواكبة الحق اللبناني في ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي، فإن المقارنة لا تجوز إنسانياً وأخلاقياً ووطنياً.

وإذ اعتبر جعجع أن ميشال معوض هو المرشح النهائي بالنسبة له، وأن القوات بادرت الى التنازل عن الترشُّح، فإننا نترك الحكم للبنانيين، بالنسبة لتضحية السيد جعجع بمجد كرسي بعبدا لسواه، وهو يعلم أن هذا الكرسي بعيد عنه بُعد غيابه عن الواقعية منذ "حالات حتماً".

وإذا كانت كل المواصفات التي يضعها جعجع للرئيس المُقبل، تقتصر على وجوب خصومة المُرشح لحزب الله، وأن لا يكون "نصفه" للحزب كما قال في إطلالته، فهذا يعني أنه هو وأمثاله من بقايا ١٤ آذار،  سيعملون على العرقلة في معركة تعطيل النصاب ولكن، لا يجب أن ينسى، بأن الفراغ الرئاسي  الذي دام لعامين ونصف قبل انتخاب الرئيس عون،  ليس مستبعداً تكراره إذا كانت السيرة الذاتية لأي مرشح تحمل شُبهة العدوانية للمقاومة وللمعادلة الذهبية، مهما نظَّر جعجع بعيداً عن بعبدا.

وإذ وصل جعجع في إطلالته الى موضوع ترسيم الحدود، أقرّ  بفضل حزب الله في النتائج الإيجابية التي تحققت، لكنه اعتبر "أنها المرة الأولى والوحيدة، التي يتصرف فيها حزب الله بشكل منطقي"، وتهيأ له أن الحزب مع ترسيم الحدود بهدف تلزيم التنقيب لشركة ما، وبالتالي اقتراض المال منها لتمويل الدولة بدلاً من الإقتراض من البنك الدولي، وهنا نتساءل: أين الضير في رأي الحزب، ما دامت القنوات الحكومية من كافة الفرقاء هي التي تُفاوض وتتعاقد وتُشرف على التلزيم والتنقيب والإستخراج والإنتاج والتصدير وتأسيس الصندوق السيادي، وأين يستفيد حزب الله مع جماهيره دون سواهم من اللبنانيين من خيرات الغاز والنفط؟ أم أننا يجب أن نبقى متسولين عند "طويلي العمر" ولا نحصل منهم على صفيحة بنزين او قارورة غاز في خنقة مُعاناتنا؟

ويُنهي جعجع مقابلته بالقول: أن حزب الله كان متمسكاً بسعد الحريري وقبله بوالده، لأنهما كانا يأتيان بالأموال الى لبنان، وهو بحاجة لمن يأتون بالأموال، وهنا نصل الى بيت القصيد، ونحاول أن نُعنوِن مقابلة جعجع، الذي ينعم بالتمويل الخليجي الشخصي لتنفيذ أوامر السفارات، فلا نجد أفضل من عنوان: اللي استحوا ماتوا...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل