دماؤكم حرام عليكم .. سلسلة خطب سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الخميس 20 تشرين الأول , 2022 11:41 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات
الثبات - إسلاميات

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة المائدة/الآية 54]: نلاحظ في هذه الآية الكريمة: أن الله تبارك وتعالى ذكر الصفة الأولى للقوم الذين استبدل بهم قوماً آخرين، ألا وهي صفة المحبة، وجاء بالفعل المضارع ليدلك على أنهم من الجماعة وللجماعة، قائمة بكل تفاصيلها على حب الله سبحانه وتعالى وطاعته، من خلال حبها لبعضها، والتآخي فيما بينها، عزيزة على الكفار وأعداء الأمة، ونحن إذا ما نظرنا إلى أنفسنا اليوم نجد أننا خالفنا خيراً كبيراً من حياة الإسلام المحمدي، الذي يجب علينا أن نعيش فيه ومن خلاله بين مجموعة المؤمنين والمسلمين.

نحن اليوم انطلقنا إلى مرحلة أخرى من البغضاء، مرحلة جديدة وحديثة، بصناعة غربية، ألا وهي مرحلة الاقتتال المباشر فيما بيننا، بغرض نشر الإسلام الصحيح، والإسلام من هذا بريء، بل إن هذا الأمر يشجع عليه عبدة الشيطان، الذين يحبون أن يروا الدماء مسفوكة مراقة، أما عبدة الرحمن فعلى العكس تماماً، يحقنون الدماء، ويسارعون إلى الإصلاح، ويعمرون الأرض، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فنحن اليوم من نتبع؟ وإلى أين نصير؟ وإلى أي حال سنكون؟

إذا بحثنا في القرآن الكريم لا نجد آية تحث على القتل وسفك الدماء، بل إن الله سبحانه وتعالى حرم ذلك بقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [سورة النساء/الآية 93]، أما ما نراه اليوم من سفك للدماء، وسفك وقتل وإرهاب فما هو إلا خدمة لعبدة الشيطان، قال الله تعالى واصفاً إياهم: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [سورة المائدة/الآية 32]، وما نقوم به اليوم هو خدمة للمشروع الصهيوأمريكي، وإدارة الشر الغربية المتمثلة بكل من بريطانيا وفرنسا ومن هم على شاكلتها، وليس خدمة للإسلام.

قتل وتشريد وسفك للدماء، والعنوان: "إعلاء كلمة التوحيد"، فأين إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى والحرب قائمة في اليمن مثلاً؟ وإلى متى سيبقى السعوديون يقتلون أطفال اليمن؟ أما كان من الأجدى أن يضربوا بني صهيون؟ أم أن الصهاينة باتوا مسلمين ونحن لا علم لنا؟ وتحت أي فتوى يضرب السعوديون أطفال اليمن؟

على الحكام أن يعودوا إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يوقفوا سفك الدماء، ويوحدوا الكلمة والصف العربي والإسلامي نحو عدونا الأساسي الذي احتل أرضنا وسفك دماءنا، وشرد شعبنا، ونهب خيراتنا، فهو العدو الوحيد الذي يجب أن يحارب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل