كرسي بعبدا: ميشال معوَّض، ورقة محروقة تنتظر "القاشوش"! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 23 تشرين الثاني , 2022 08:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

خمس جلسات لانتخاب رئيسٍ للجمهورية بالنائب ميشال معوض كمرشح وحيد، هي أكثر من فولكلورية رغم دستوريتها، لكن اللافت أن معوض عندما حصل في إحدى هذه الجلسات على 44 صوتأً بدلاً من 41 أو ما يُقارب هذا الرقم، بدا معوض "واثق الخطى يمشي ملكاً" بين الإعلاميين خارج المبنى، وصرَّح مغتبطاً أن الوصول الى الرقم 44 مؤشر إيجابي باتجاه الرقم 65، لكن الواقع الذي لا يرغب بقراءته، أنه في لعبة ورق للتسلية وتقطيع الوقت، وأنه الورقة المحروقة التي تنتظر القاشوش أو ينتظرها، سواء كان قادماً من واشنطن أو باريس أو الرياض أو طهران مروراً بدمشق، أو صُنع في لبنان، وسواء تأخر شهراً أو اثنين أو ثلاثة وأكثر بكثير، فإن ميشال معوض مع حفظ كامل الاحترام، ممنوع من الوصول الى بعبدا.

ليست المسألة في شخص معوض، بل في فريق داعم له، وهذا الفريق يعرف أن معوض مرشَّح غير واقعي في هذه الظروف، وإذا كانت "القوات اللبنانية" ذات "المرشح الطبيعي" الممنوع من الوصول الى مفرق بعبدا، تستخدم معوض للنكاية بسليمان فرنجية أو للكيدية بجبران باسيل، وفريق وليد جنبلاط جاهز للتكويع عند أول كوع، عندما تنضج طبخة القاشوش، فإن العدد الباقي في رصيد ميشال معوض، لا يزيد عن عدد أصابع اليدين وتنتهي لعبة الباصرة وتنتهي معها المهزلة في ساحة النجمة.

النائب ميشال معوض، لا يستطيع اتهام الغير بإحراقه، لأن الحريق نشب فيه ذاتياً بالبداية، عندما أهمل ألف ملفٍّ وملفّ وجعل سلاح المقاومة في مرمى أهدافه - وفق تعبير السيد نصرالله -، وإذا كان العلك السياسي غير المُجدي الذي يتشاركه معوض مع سمير جعجع مقبولاً كما الثرثرة أو الجعجعة على طاولة اللعب في الأيام العادية، فإنه بعد انتصار لبنان في ملف الترسيم، وقيام قيامة نتانياهو على الاتفاق، ثم فوزه لاحقاً بانتخابات الكنيست بالتحالف مع أعتى وأحقد الأحزاب الصهيونية العنصرية، فإن الإتيان بأي حديث حول سلاح المقاومة في لبنان، كضمانة وحيدة للقمة الخبز من الغاز والنفط، لم يعُد ثرثرة مقبولة، ولا جعجعة يُمكن احتمالها، بل هو أكثر من أي وقتٍ مضى، خيانة، لا يجب على معوَّض السماح لنفسه الانزلاق نحوها، أو التزحيط عن المسلكية الوطنية القويمة بفعل الزيت الذي يرشح من ساكن معراب!

كفى ميشال معوض ارتضاء دور الجوكر في لعبة تقطيع الوقت، خصوصاً أنه ليس صالحاً للحلول مكان أية ورقة أخرى، سواء كانت جوزف عون أو سليمان فرنجية، ولا حتى زياد بارود أو إبراهيم كنعان، إلا إذا قرر خصوم المقاومة الاستمرار في اللعبة الماضية من التسويف لمدة سنتين ونصف، فيما السيد نصرالله كان يقول لهم صراحة: أول حرفين من اسمه ميشال عون، وحتى ولو ذهب حزب الله بسليمان فرنجية أو سواه، فإن الفريق الذي يلعب بمعوض على الطاولة الآن، أو يتلاعب به -لا سمح الله -هو فريق خاسر سلفاً في معركة الوصول الى بعبدا، لأن سواه هو الذي حقق الانتصارات الوطنية العظيمة ليس لنفسه بل لكل لبنان، في الأعوام 2000 و 2006 و 2017 وانتهاء بالعام 2022 حين تمّ قطف النصر العظيم في ملف الحقوق اللبنانية بحراً وبراً، وكفى قرع طبول السيادة الفارغة من مضامين الإنجازات، وكفى "نحنا بدنا ونحنا فينا"، وكفى "جواكر" وأوراق محروقة، بانتظار التوافق على أول حرفين من اسم "القاشوش" والسلام...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل