كيف واجهت طرابلس الفتنة الطارئة والتفّت حول جهاز الأمن العام؟

الجمعة 24 شباط , 2023 10:46 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

تفاجأ لبنان برمته أمس بمواقف أطلقها العقيد السابق عميد حمود والنائب السابق خالد الضاهر حول قضية اختطاف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي من عكار، حيث أطلقا مواقف دعت إلى حمل السلاح وأخرى فتنوية مستغرَبَة في هذا التوقيت تحديدًا.

أما المستغرب أكثر من ذلك فهو توجيه الاتهام إلى جهاز الأمن العام في عملية غمز خطيرة من عقيد سابق ونائب سابق، طرحت أسئلة متعددة وغير بريئة أبدًا، أهمها:
١- التوقيت في طرح قضية مذهبية دون وجود أي دليل حقيقي أو أي اشارة بسيطة حول سبب الاختفاء أو الجهة التي أخفت الشيخ.
٢- الجهة المشبوهة التي طرحت الاتهام بالاضافة الى الجهة المستهدفة في هذا التوقيت.
٣- استخدام ذريعة المنصب الشرعي من أجل تعويم أسماء كدست ثروات كبيرة من نشاطات مشبوهة سنأتي على تفصيلها لاحقًا.

ردود طرابلسية صادمة حول تاريخ رؤوس الفتنة

الردود التي أتت على كلام العقيد السابق والنائب السابق من أهالي طرابلس يجب التوقف عندها، وذلك لأسباب عدة أهمها:
١- تقديم اعترافات مسجلة بالصوت من أشخاص معروفين بالأسماء تدين بشكل واضح استخدام دعاة حمل السلاح لشباب طرابلس، مع ذكر تفاصيل دقيقة حول محاولات سابقة لعمليات اثارة الفتن داخل المدينة من خلال طلب رمي قنابل على أحد المساجد وغيرها من الأحداث الفتنوية.
٢- تقديم اعترافات واستنكارات لثروات طائلة تم جمعها على حساب شباب طرابلس من دعاة الفتنة مؤخرًا، مما يثير موجة تساؤلات خطيرة حول حقيقة هذه الاسماء التي لم تتوقف عن نشر الفتنة بين السنة والشيعة، والتحريض الطائفي بين أبناء البلد الواحد.

الالتفاف الشعبي حول جهاز الأمن العام

بين تسجيلات صوتية فيها من الفتنة والسموم ما فيها، والتي تم توزيعها للعقيد السابق عميد حمود والنائب السابق خالد الضاهر، وبيانات الاستنكار التي تلت الحادثة بالاضافة الى تسجيلات صوتية لأسماء كان لها دور رئيسي في المدينة خلال المرحلة السابقة، وبيانات الاستنكار المختلفة من قِبَل الشخصيات والنخب وأبناء المدينة لهذه المحاولات الرديئة، ظهر التفاف شعبي كبير في مواجهة الفتنة من جهة، وحول جهاز الامن العام من جهةٍ أخرى.

هذا الالتفاف الشعبي الكبير يدل على شيء جوهري يتعلق بالوعي الشامل والكبير من قبل أهالي طرابلس وتحديدًا الشباب الذين ضاعت سنوات أعمارهم تحت مظلة أصحاب الفتن، ويؤكد كذلك تمسك أبناء المدينة بأجهزتها وأمنها واستقرارها ووحدتها في مواجهة كل محاولات الفتنة.

في الخلاصة، أثبتت طرابلس مرة جديدة عزمها على مواجهة الفتنة التي كانت تحضر لها، وأثبت شبابها أنهم اكتفوا من نارٍ أشعلت قلوبهم وسرقت أعمارهم في سبيل انتفاخ جيوب بعض الفتنويين المتربصين بأمن الوطن والمواطنين، والحاقدين على جهاز الأمن العام الذي كانت له منذ أسابيع ضربات أمنية أصابت الارهاب في الصميم وأنقذت المدينة من مسلسل دموي وفتنوي خطير كان يحضر لها.

د. زكريا حمودان ـ العهد

 

   إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل