جوقة الفتنة ومحاولة استغلال دم الشيخ أحمد الرفاعي ـ أحمد شحادة

الإثنين 27 شباط , 2023 12:36 توقيت بيروت أقلام الثبات

لم يكد خبر اختفاء إمام بلدة القرقف العكارية الشيخ أحمد الرفاعي ينتشر على وسائل الإعلام، حتى كانت جوقة الاتهام السياسي في كامل جهوزيتها لتوجه الاتهام يمنة وشمالاً، فباشرت باتهام الأمن العام، لتتحول بسرعة إلى توجيه الاتهام لحزب الله، وهي الصيغة النهائية دائماً لهذه الجوقة، فهل تذكرون على سبيل المثال لا الحصر كيف وزعوا اتهاماتهم وأحكامهم بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكيف استنجدوا بشهود الزور والفبركات الاتهامية، ليخلصوا في النتيجة بإطلاق شعاراتهم أنها كانت اتهامات سياسية، وليست اتهامات جنائية أو جرمية.

هذه المرة انبرت هذه الجوقة ولا ندري إن كان "اتهاماً سياسياً" أو "ثقة بالنفس" زائدة عن اللزوم، وفي كل الحالات يبقى الهدف إشغال الفتنة، وهؤلاء ينطبق عليهم قول نجيب محفوظ: "لا علاقة لي بنواياك الحسنة، حيث تكون أفعالك سيئة، ولا شأن لي بجميل روحك ما دام لسانك مؤذياً".

انبرت "الجوقة" لتهييج الشارع وأدارت ماكينة سياسية اختصرت الشيخ الراحل بأنه معارض لحزب الله وسورية، وركزت على منشوراته على مواقع التواصل فقط تلك التي يهاجم فيها الحزب وسورية.

جوقة كاملة أوهمت الناس بأنه لديها معلومات عن "المؤامرة" فحضر في "الهمروجة" المحامي طارق شندب، الذي حرص على إعادة تغريدات تتهم حزب الله، ومنها: "من يخطف المشايخ السنة"، "لبنان على خطى العراق وسورية واليمن الخ...".

اعتماد أسلوب الضغط في الشارع من خلال قطع الطرقات والتجييش الاعلامي وصولا الى التهديد بحمل السلاح، كما جاء على لسان عميد حمود والنائب السابق خالد ضاهر ، حيث أكد على امتلاكهما لمعلومات تفيد عن تورط جهاز امني بخطفه لصالح جهة حزبية في لبنان ، في اشارة الى الأمن العام وحزب الله، وهددا بالنزول الى الشارع ونشر مسلحين امام منازلهما، وهو كلام كان متوقعا منذ اللحظة الاولى لاختفاء الشيخ الرفاعي، حيث ظهر فجأة اهتمام سياسي كبير بقضيته تمثل بعدة اتجاهات ومنها: اتصال كان اجراه رئيس حزب القوات سمير جعجع بمفتي الجمهورية مستنكرا ومتضامنا وجعلها أولوية، وقد طرحت تساؤلات كثيرة حول سرعة الاستجابة السياسية، بالتزامن بعدها مع دعوات للتسلح.

هذه الدعوات الى حمل السلاح لاقت استهجانا على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا داخل طرابلس، كان أبرزها ما صرح به زياد علوكة وهو قائد محور سابق في المدينة كان يقاتل في التبانة ضد جبل محسن ، حيث اعلن عن رفض مبدأ حمل السلاح وتوريط الشباب، وقال : "نسمع على مواقع التواصل ان بعض الناس تريد ان تتجّعب لأجل الشيخ احمد الرفاعي، اتمنى ان يفك اسره ويعرف مصيره ولكن هذا الكلام يجر المدينة الى الفوضى، وهؤلاء الناس لنا معهم تجربة، حرضوا شبابنا في الفترة الماضية واغلبيتهم بعدها سجنوا وانا منهم، وجعلوا طرابلس صندوق بريد لسياستهم الخاصة ولكن هذه الناس لا يجب ان تنجر خلفهم لذا علي التحذير منهم".

أما أشرف ريفي : فقد طالب الأجهزة الأمنية الأربع “ببيان رسمي يوضح ما حصل”، وقال: "في جهاز أمني طلع على الشجرة ومش قادر ينزِّل حالو". ببساطة جوقة الفتنة بكل أذرعها وشخصياً لم يعد ممكناً السكوت عنها، والتي يصب عملها وبياناتها ضد شعب لبنان ووحدته، وفي صالح العدو


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل