عظمة الإيمان وما يثمر من عجائب هدايات .. العلامة الحبيب عمر ابن حفيظ

الجمعة 03 آذار , 2023 10:03 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

عظمة الإيمان

وما يثمر من عجائب هدايات

العلامة الحبيب عمر ابن حفيظ

 

 

قال َالله تبارك وتعالى:

{إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

أكرِمْ بهِ من مُبَيِّن، أكرِم به من مُعَلِّم، أكرِم به من هادي، أكرِم به من مُرشِد، أرسلَ إلينا خير خَلقهِ وأجلَّ عبيده وأفضل أهل وُجُودهِ خاتمَ النّبيِّين وسيِّدِ المُرسلين حبيبَ رب العالمين، بالهدى ودين الحقِّ لِيُظهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولو كَرِهَ المشركون.

فحمداً لِرَبٍّ خصَّنا بِمُحمَّدٍ ** وأخرجنا من ظُلمةٍ ودَيَاجرِ

إلى نورِ إسلامٍ وعلمٍ وحِكمةٍ ** ويُمنٍ وإيمانٍ وخيرِ الأوامرِ

وطَهَّرنا من فعل شِركٍ وخُبثهِ ** وإفكٍ وظُلمٍ واقتحام الكبائِرِ

 

جمعتنا بِفَضلِكَ مؤمنينَ فَزِدنا إيماناً واهدِنا، فإنَّ الكثير من عِبادِكَ ضَلُّوا إذ أعرَضوا عنكَ وَتَوَلَّوا، واتَّبَعوا الشَّهَوات والأهواء وآثَرُوا الدُّنيا الحقيرة فاغترُّوا بها، وهُم يُوقِنونَ أنَّهُم يتركونَها وتتركهم ويُفارِقونها وتُفارِقُهُم، ولكِنَّهُم أُشرِبُوا في قلوبهم العِجلَ فَسَكِروا في مَحبَّتِها ولم يُبالوا بِشَيء وعطَّلوا مُهِمَّةَ ومِهنَةَ عُقولهم، وقد آتَيتَهُم إيّاها لِيُبصِروا بِها أنوارَك ولم يُحسِنوا استخدامها وسَخَّروها لِلأهواء والأنفُسِ والشَّهوات، وتولى قِيادتهُم عَدوُّكَ وعَدوَّهُم {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}، {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}.

يا من آمنوا: هذا الهادي باسِط الموائِد لكم، اصدقوا في إيمانكم بهِ يُؤتيكم من هِداياته عجائب ويؤتيكم من هِداياته غرائب، ويؤتيكم من هداياته ما تهتدون به إلى إدراكِ الحقيقة وتُرافِقونَ خِيارَ الخليقة، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ} اليقين التام مِفتاح الهِدايات، {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.

{وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ولا تزالُ الهِداية بِهِم تَتَنَوَّع وقَدرُهُم بِها يُرْفَع ومجالهُم في القُربِ والمعرفة يتوسَّع، {يَهْدِ قَلْبَهُ}، {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} وما يرى إلا القلوب التي في حضرتهِ يُهيِّئ الله له مِنهُم قلوبٌ تتوجَّهَ إلى قلبه فيرتبِط القلب بالقلب، ويدخل في الدائرة ويتهيّأ لِمقعدِ الصِّدق ولِحَظيرة القُدس، سَمَّوها حظيرة لأنها محظورة على غير أهلها.. على مَن لم يتقدَّس، لا إله إلا الله! اجمعنا في حظيرة القُدس يا ربّنا! في مقعَدِ الصِّدقِ يا ربّنا!

في مقعد الصِّدق الذي قد أشرقت ** أنوارهُ بالعِندِ يا لَكَ مِن سنا

والمُتَّقونَ رِجالهُ وحضورهُ ** يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربنا

يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربنا، يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربنا.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل