أي ثقل سياسي ستحوزه سورية بعد عودة العرب إليها؟

الأربعاء 10 أيار , 2023 09:53 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

مع إقرار وزراء الخارجية العرب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والذي يعتبر بمثابة إقرار ضمني بعودتهم إليها تبدو سوريا على وشك استعادة دورها الإقليمي الوازن والذي حاول المعتدون عليها ثلم شوكته لتصبح دمشق بعد محاولات عزلها بيضة القبان في رجحان أي تحالفات جديدة قد تتشكل في المنطقة والتي ترجو أن تكون تحالفات مشرقية داخل البيت العربي والإسلامي بعيداً عن الهيمنة الأمريكية.

نهاد سمعان: العودة عن الخطأ فضيلة

يرى عضو مجلس الشعب السوري العميد نهاد سمعان أن الجامعة العربية كانت قد ارتكبت خطأ استراتيجيًا بإقصاء سوريا عن اجتماعاتها مع إخوتها في الجامعة العربية ومحاولة تعطيل دورها الطبيعي في مواجهة المشكلات المشتركة مع إخوانها العرب، مشيرًا إلى أن "الجامعة العربية صححت هذا الخطأ من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب".
 
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار سمعان إلى أن "سوريا لا شك سعيدة بقرار العرب الجديد لأن العودة عن الخطأ فضيلة كما تأمل دمشق بأن يكون إخوانها العرب قد أدركوا أن إقصاءها فيه إضعاف للجميع وتأمل أن تستمر هذه الدول في مسارها الصحيح هذا كما تعتريها الرغبة أن يتبع هذا القرار خطوات أخرى للمزيد من التعاون بين الإخوة لما فيه خير لجميع العرب.

خلف المفتاح: دمشق وتبريد الجبهات

وأكد القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي د. خلف المفتاح أن قرار وزراء الخارجية العرب يدخل في إطار العقلانية والحكمة السياسية لأنه في إطار العشر سنوات من الحرب على سوريا تبين للجميع أن المستفيد من استمرار هذه الحرب هو الكيان الصهيوني وامريكا وحلفاؤها.

وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أمل المفتاح أن يكون العرب قد اكتشفوا ولو متأخرين أنهم ضحية استنزاف واضح من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وأنه تم استثمارهم في هذه الأزمة بما يخدم أهداف واشنطن والكيان لذلك جاءت عودة سوريا للجامعة كقرار في الاتجاه الصحيح.

وشدد القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي على أن الجامعة العربية هي جامعة دول وليست جامعة أنظمة بمعنى أنه لا يجب أن تفصل دولة ويتم إيقاف عضويتها من خلال الهوى السياسي لأن آلية الانتماء الهوياتي يقول إن أي دولة عربية يحق لها أن تكون عضوًا بالجامعة وهي مسألة غير مرتبطة بالنظام السياسي.

وأشار المحلل السياسي في حديثه لموقعنا إلى أن وقوف العرب إلى جانب سوريا إذا ما استكمل بعد هذه الخطوة بالتأكيد سيجعلها أقوى تجاه تركيا التي تحتل أراضيَ سورية وستكون أقوى كذلك تجاه الحركة الانفصالية التي تسمى قوات سوريا الديمقراطية وستكون أقوى على صعيد إعادة البناء وسوف ترسمل هذه العودة لصالح سوريا وقوة العرب، وسوريا بعد الانتصار الذي تحقق بفضل الثبات السياسي وتضحيات الجيش العربي السوري والشعب والقيادة في سوريا ومحور المقاومة في إيران وحزب الله المقاوم والعراق واليمن لم تعد نظاماً معزولاً بل أصبحت جزءا من منظومة قوية وصاعدة في ظل مشهد دولي متبدل يشي باتجاه ارهاصات أولى لنظام دولي جديد سيكون للمنطقة دور أساسي فيه.

وشدد المفتاح على فكرة أن على العرب أن يدركوا مسألة أساسية وهي أن سوريا بصمودها لم تدافع عن نظام سياسي بل دافعت عن منظومة عربيه ومنظومة مقاومة، إذًا وعمليًا هناك دين بذمة العرب تجاه سوريا، وهذه العودة لمصلحة الجميع وفيها نوع من الوفاء لما قدمته سوريا خلال الفترة الماضية.

 

المصدر: موقع العهد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل